الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

أكثر السائلين يسأل عما لا يعنيه

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أكثر السائلين يسأل عما لا يعنيه
ونحن إذا تأملنا مجالسنا وجدنا أن أكثر ما يسأل السائلون عن أمور لا تعنيهم ، لا ، ويتكلفون فيها ، حتى يسألون عن أمور تفوق إدراهم ، وهم لا يعلمون أن السؤال كشافٌ لشخص السائل
والأغرب أنك تجد في السؤال ما لا ينفع السائل حتى إن أجبيته
قد لا يحسن الصلاة ، ويهمه أن يعرف اسم ونوع الشجرة التي أكل منها سيدنا آدم عليه السلام
وتجيبه لتكن ما تكن المهم أنه أكل منها ، وكانت سببا في خروجه من الجنة
ويجيبك لا لا لازم نعرف
مرّ هشام بن عبد الملك ببعض أهل الكلفة والفضول، وعليه حلّة ذيّالة يسحبها في التّراب، فقال له المتكلف: يا هذا، إنّك قد أفسدت ثوبك.
قال: وما يضرّك من ذلك؟
قال: ليتك ألقيته في النار.
قال: وما ينفعك إن فعلت ما قلت ؟
فأفحمه غاية الإفحام.
وقد أشار سيدنا عمر بن الخطّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى هؤلاء فقال في صفتهم : «أن يؤذي جليسه فيما لا يعنيه»
ثم إذا عددنا الكلام جزءا من العمل ، حينها سيقل كلام إلا فيما يعنينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحيوان – الجاحظ (7/ 96)
الرسائل الأدبية – الجاحظ (ص: 104)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق