الأحد، 31 ديسمبر 2017

دعوة للتروي ومن الخليل بن أحمد نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
دعوة للتروي
ومن الخليل بن أحمد نتعلم
قد ندخل البيت لنجد أهل بيتنا أو أحدهم على غير الحالة التي عهدنا
وربما فاجأنا أحد أصحابنا فدخل علينا ، فسمع أو رأى من حالنا فاستغرب ، ودون أن يتبين أشاع ما سمع وما رأى
كثيرا ما نسمع مقطعا لعالم جليل فُبْرِك والقصد الإساءة إليه ليصدر حكمنا ظالم فنتهمه
حكي أن الخليل كان له ولد جلف - وقيل : أعرابي - فدخل عليه يوماً فوجد أباه قد أدخل رأسه في حب وهو يقطع بيت شعر فخرج صارخاً يقول أدركوا أبي فقد جن فدخل إليه أصحابه وأعلموه بما قال ولده فأنشد مخاطباً له
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت أجهل ما تقول عدلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمهرة أشعار العرب – للقرشي (ص: 43)
غرر الخصائص الواضحة – للوطواط (ص: 252)

الخليل بن أحمد (100 - 170هـ، 718 - 786م).
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري. وهو عربي الأصل من أزْد عُمان. لغوي ومعجمي ومنشئ علم العروض.
نشأ الخليل بن أحمد بالبصرة وتربّى فيها، وكان مولعا بالدرس والبحث. وقد لازم حلقات أستاذيه عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء. وأمّا أستاذه عيسى بن عمر فقد كان إماماً في العربية والقراءات، وصنف كتابي الجامع والإكمال. وأبو عمرو بن العلاء كان أستاذاً للعربية وإماماً في دراستها. وقد روى الخليل عن أيوب وعاصم الأحول وغيرهما وأخذ عنه سيبويه والأصمعي والنضّر بن شُميَْل. قال ابن المعتز: «كان الخليل منقطعًا إلى الليث فيما صنفه». وهو أستاذ سيبويه. والحكايات والمرويات المذكورة في كتاب سيبويه كلها مروية عن الخليل وكلما قال سيبويه ¸وسألته·، أو ¸قال· من غير أن يذكر قائله فهو يعني الخليل.
وقد وهب الله الخليل بن أحمد ذكاءً خارقًا وفطنة كانت مضربًا للمثل في عصره. وجمع إلى ذلك تقوى وزهداً وورعًا وهمّة عالية. وقد فُتحت له مغاليق أبواب العلوم ، فهو عالم اللغة والنحو والعروض والموسيقى وكان شاعرًا.
فتحت معرفته بالإيقاع والنظم له بابًا لابتكار علم العروض. فقد نظر في شعر العرب وأحاط بإيقاعاته. ودفعه حسّه المرهف وتذوقه للإيقاع لاستخراج علم العروض، حيث اهتدى إلى أوزان الأشعار وبحورها وقوافيها. وأسدى بمجهوده هذا خدمة جليلة عظيمة للشعر العربي لم يسبقه إليها سابق، وجاراه فيها من أتى بعده. وظلت تُنسب إليه إلى اليوم.
وللخليل من التصانيف: كتاب العين وهو أوّل معجم في العربية؛ كتاب النّغم؛ كتاب العروض؛ كتاب الشواهد؛ النقط والشّكل؛ كتاب الإيقاع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق