الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

أتعبتنا عبارة أشو منّا ناكل اليوم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أتعبتنا عبارة أشو منّا ناكل اليوم
فإلى من كان الطعام شاغلا لحياته ، ومن يأكل حتى يبلغ الطعام قريب فوهة المعدة
أقول : وكلنا يعلم أن الجواد الضامر يغلب في الميدان ، الجواد صاحب الكرش العظيم
ومن وصية لقمان لابنه قال : يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة ، وخرست الحكمة ، وقعدت الأعضاء عن العبادة
وَعَنْ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَلَا نَجْعَلُ لَكَ جَوَارِشَ؟ قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ جَوَارِشُ. قَالَ: شَيْءٌ إِذَا كَظَّكَ الطَّعَامُ فَأَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا يَذْهَبُ عَنْكَ مَا تَجِدُ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَمَا ذَاكَ أَنْ لَا أَكُونَ لَهُ وَاجِدًا، وَلَكِنِّي عَهِدْتُ أَقْوَامًا يَشْبَعُونَ مَرَّةً وَيَجُوعُونَ مَرَّةً.
وَعَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي الْعَاصِي، قَالَ: " كُنَّا نَتَغَدَّى عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِخُبْزِ جَشْبٍ، وَكَانَ يَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَنْخُلُوا الدَّقِيقَ وَيَقُولُ: هُوَ طَعَامٌ، فَنَتَغَدَّا ثَرِيدًا بِلَبَنٍ، أَوْ ثَرِيدًا بِلَحْمٍ غَلِيظٍ، فَلَا يَأْكُلُ الْقَوْمُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى طَعَامٍ هُوَ أَلْيَنُ مِنْهُ. فَقَالَ: أَوَ مَا كُنْتَ تَرَانِي أُحْسِنُ أَعْمَدُ إِلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْ زَبِيبٍ فَيُرَشُّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ يُصَفَّى كَأَنَّهُ دَمُ الْغَزَّالِ، وَأَعْمَدُ إِلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْ دَقِيقٍ فَيُحَوَّرُ لِي، وَأَعْمَدُ إِلَى عَنَاقٍ فَتُذْبَحُ وَيُلْقَى عَنْهَا شَعْرُهَا، ثُمَّ تُخْرَجُ مِنَ التَّنُّورِ كَأَنَّهُ صَنًّا؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَرَاكَ عَالِمًا بِطَيِّبِ الطَّعَامِ؟ قَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَلَكِنِّي لَا أَتَعَجَّلُ طَيِّبَاتِي وَقَدْ سَمِعْتُ اللَّهَ ذَكَرَ قَوْمًا فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأحقاف: 20] .
ولنعلم أن الزيادة في الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر، منها أنه يحرك الجوارح إلى المعاصى
===========
-         الزهد لأبي داود
-         الإمتاع والمؤانسة – التوحيدي (ص: 335)
-         إحياء علوم الدين – الإمام الغزالي (3/ 82)
-         تزكية النفوس -  أحمد فريد (ص: 31)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-          الجوارشن: سكَّر أسود مع بعض البهارات تسخن على النار ومن ثم تبرد ويستعمل دواءً ولا يزال مستعملًا في بعض
مناطق يمنية ويسمى:الجوارِش.ويستخدم كمقبلات أو كدواء لتبلك المعدة
-          جَشِبٌ: ليس فيه أو معه شيء . وهو خبز من شعير أو قمح لم ينخل

-          العناق : جدي صغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق