الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

وللكذابين عجائب

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وللكذب فنونه
وحتي في الكذب على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ومما وقع للإمام أحمد بن حنبل ويحي بن معين رحمها الله نتعلم
ولحديث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حراساً أشداء ، فكيف بمن على كذب الناس ولا حراس لقولهم
تخيل أن رجلا يروي قصة وعند سؤاله عن مصدرها نسبها إليك وأنت جالس وهو لا يعرفك ، وتستغرب ثم تقول : أنا هو من ذكرت ، ولا علم لي بما قلت
ويجيبك سبحان الله أشو مافي غيرك ببيت فلان ...
وحتى لو جئته بالأسماء التي ذكر لاخترع لك أوجها ومخارج أخرى لتبرير كذبه
روى جعفر الطَّيَالِسِيَّ يَقُوْلُ: صَلَّى أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي مَسْجِدِ الرُّصَافَةِ, فَقَامَ قَاصٌّ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ: لا إله إلا الله, خلق الله من كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا طَيْراً, مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ وَرِيْشُهُ مِنْ مَرْجَانَ". وَأَخَذَ فِي قِصَّةٍ نَحْوَ عِشْرِيْنَ وَرَقَةً. فَجَعَلَ أَحْمَدُ يَنْظُرُ إِلَى يَحْيَى, وَيَحْيَى يَنْظُرُ إِلَيْهِ, وَهُمَا يَقُوْلاَنِ: مَا سَمِعنَا بِهَذَا إِلاَّ السَّاعَةَ, فَسَكَتَا حَتَّى فَرَغَ مِنْ قَصَصِهِ, وَأَخَذَ قِطَاعَهُ, ثُمَّ قَعَدَ يَنْتَظِرُ بِقُبَّتِهَا, فَأَشَارَ إِلَيْهِ يَحْيَى, فَجَاءَ مُتَوَهِّماً لِنَوَالٍ يُجِيزُهُ ,- فكر رح يعطيه جائزة على كذبه - فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الحَدِيْثِ? فَقَالَ: أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِيْنٍ. فَقَالَ: أَنَا يَحْيَى وَهَذَا أَحْمَدُ, مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ. فَإِنْ كَانَ وَلاَ بُدَّ مِنَ الكَذِبِ فَعَلَى غَيْرِنَا. فَقَالَ: أَنْتَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ? قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَمْ أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق وَمَا عَلِمتُ إِلاَّ السَّاعَةَ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِي الدينا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما!! كتبت عن سبعة عشر أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ. قَالَ: فَوَضَعَ أَحْمَدُ كُمَّهُ على وجهه, وقال: دعه يقوم. فقام كالمستهزئ بِهِمَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سير أعلام النبلاء ط الحديث - الإمام قَايْماز الذهبي (9/ 132)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق