الأحد، 29 سبتمبر 2019

رسالة lk ابن فرنسي كان يعالج في أحد مشافي الأندلس إلى والده في باريس .


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كنا وأصبحنا
ولن تخسروا إخوتي أخواتي الكثير من وقتكم إن قرأتم معي هذه الرسالة ، وهي من ابن فرنسي كان يعالج في أحد مشافي الأندلس إلى والده في باريس .
 أبتي الحبيب : تسألني إن كنت بحاجة إلى نقود ! فأخبرك بأني عندما أخرج من المشفى سأحصل على لباس جديد وخمسِ قطع ذهبية حتى لا أضطر إلى العمل حال خروجي مباشرة . فلستَ بحاجة إذن إلى أن تبيع بعض ماشيتك ! ولكن عليك بالإسراع في المجيء إن أردت أن تلقاني هنا . إني الآن في orthopadie قسم جراحة العظام ومعالجة المفاصل، وعندما تدخل من البوابة الخارجية الجنوبية حيث أخذوني إلى الـ  poliklinik وحيث يذهب كل مريض أول . لكي يعاينه الأطباء المساعدون وطلاب الطب . ومن لا يحتاج منهم إلى معالجة دائمة في المستشفى تعطى له وصفة فيحصل بموجبها على الدواء من صيدلية الدار
وأما أنا فلقد سجلوا اسمي هناك بعد المعاينة وعرضوني على رئيس الأطباء ثم حملني ممرض إلى قسم الرجال فحممني حماماً ساخنا وألبسني ثيابا نظيفة من المستشفى .
وحينما تصل ترى إلى يسارك مكتبة ضخمة وقاعة كبيرة حيث يحاضر الرئيس بالطلاب . وإذا نظرت وراءك يقع نظرك على ممر يؤدي إلى قسم النساء . ولذلك عليك أن تظل سائراً نحو اليمن ، فتمر بالقسم الداخلي والقسم الجراحي مروراً عابراً .. فإذا سمعت موسيقى أو غناء ينبعثان من قاعة ما فادخلها وانظر بداخلها ، فلربما كنتُ أنا هناك في قاعة النقاهة حيث تشنف آذننا الموسيقى الجميلة ونمضي وقتاً بالمطالعة المفيدة .. واليوم صباحاً . جاء كعادته رئيس الأطباء مع رهط من كبير من معاونيه . ولما فحصني ، أملى على طبيب القسم شيئا لم أفهمه . وبعد ذهابه أوضح لي الطبيب ، أنه بإمكاني النهوض صباحاً وبوسعي الخروج قريباً من المشفى صحيح الجسم معافى . وأني والله لكاره هذا الأمر ! فكل شيء هنا جميل للغاية ونظيف جداً : الأسرة وثيرة وأغطيتها من الدامسكو الأبيض والملاءات بغاية النعومة والبياض كالحرير وفي كل غرفة من غرف المشفى تجد الماء جاريا فيها على أشهى ما يكون . وفي الليالي القارسة تدفأ كل الغرف . وأما الطعام فحدث عنه ولا حرج !! فهناك الدجاج أو لحم الماشية يقدم يومياً لكل من بوسعه أن يهضمه .
إن لي جاراً ادعى المرض الشديد اسبوعاً كاملاً أكثر مما كان عليه حقيقة رغبة منه بالتمتع بشرائح لحم الدجاج اللذيذ بضعة أيام أخرى . ولكن رئيس الأطباء شك وأرسله بالأمس إلى بيته بعد أن اتضح له صحة المريض الجيدة بدليل تمكنه من التهام دجاجة كاملة وقطعة كبيرة من الخبز .
لذلك ( تعال يا أبتي وأسرع بالمجيء قبل أن تحمر دجاتي الأخيرة ! )
ــــــــــــــــ
زيغريد هونكه : شمس العرب تسطع على الغرب ص 227

poliklinik – عيادة خاصة للكشف عن حالة المريض وتحويله للقسم الخاص بمعالجته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق