الأحد، 29 سبتمبر 2019

وربما أفسد طول التمادي


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وربما أفسد طول التمادي
وفي المعرة يقولون : اللي بيسرق بيضة بيسرق جمل
وكانت أمي عليها رحمة الله إن أخطأ أحدنا تقول : ربي يهديك لتنطلق من هذا الدعاء لتقويم وتصحيح الخطأ . ومرة كنت ألعب مع أخي وكانت أرض الدار ترابا . وخط من النمل يسير . دست أو داس أخي على جزء منهم ، وإذ بصوت أمي يرتفع ولأول مرة عاليا : هشام ، حسان حرام ، حرام يا أولادي .
يا أمي نملات . فأجابت وإذا
وكأن صوتها يقول : إياكم والقتل ، ولأي مخلوق دون سبب شرعه الله
كبرت وعلمت أن الوقوف عند الصغير من الخطأ وعدم التمادي فيه عائق في الوقوع في الكبير منه
فتتاركنا عَلَى غير شيء ... ربما أفسد طول التمادي
ويُحكَى في قصص المتنبِّئين أن أحد الخلفاء جاءه خبر مُدَّعٍ للنبوة، فأمرهم ألاَّ يهتموا بشأنه، وأن يتركوه، ولا يعطوا لأمره بالاً لعله ينتهي، ثم بعد فترة ظهر آخر يدَّعي النبوة، فجاءوا بالأول ليرى رأيه في النبي الجديد: ما رأيك في هذا الذي يدعي النبوة؟ {أيُّكم النبي؟ فقال: إنه كذاب فإني لم أرسل أحداً} ! ظن أنهم صدقوه في ادعائه النبوة، فتجاوز هذا إلى ادعاء الألوهية، وهكذا الطاغوت.
وقد قيل : مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل
فهل من مراجع للحق ينقذ نفسه وأهله ووطنه من الباطل
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
إلى كم ذا التخلف والتواني؟ ... وكم هذا التمادي في التمادي؟
ـــــــــــــــــــ
أمالي القالي (1/ 32)
معجز أحمد – أبي العلاء المعري(ص: 71)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق