الأحد، 29 سبتمبر 2019

التقويم مقياس للزمن السبت / 1 / 1 /1441 هـ / 31 / 8 / 2019م


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
التقويم مقياس للزمن
السبت  / 1 / 1  /1441 هـ / 31 / 8 / 2019م
حاجتنا للتويم يومية حياتية ، ولا غنى للناس عنه فهو كالساعة نعرف من خلالها التي نميز بها ساعات الليل والنهار فبالتقويم نعرف من خلاله الأيام والأسابيع والشهور . وقد يطلق التقويم بقصد التأريخ إلا أن التقويم في اللغة يعني التصحيح ، أما التأريخ فهو وعاء لأحداث الأمة يساير أيامها ويربط أجيالها بعضهم ببعض ويوثق حاضرها وماضيها . ولكل أمة من الأمم تقويمها الخاص بها ، فهي تعتز به وإليها ينتسب وبه تؤرخ أحداثها وأيامها وتحدد أعيادها ومناسكها ، فهو يمثل تاريخها ودينها وحضارتها ، وهو حافظ ذاكرتها بل وصندوق هذه الذكريات وديوان  أحداثها ومرآة ثقافتها
واختيار سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  فيه دليل على اطلاعه بتقاويم الأمم المجاورة من اليهود والفرس والأقباط والرومان ومن خلال هذه المعرفة أسس سيدنا عمر لهذه للأمة الإسلامية تقويمها الخاص بها فكان اختياره العمل بالتقويم القمري الذي يتناسب مع أعياد المسلمين ويعتمدون عليه في عباداتهم على نقائه عبر العصور وقد سلم هذا التقويم من العبث والتلوث كما حصل للتقاويم الأخرى التي خضعت في كثير من الأحيان للنزعات الذاتية والتي لا تتناسب والقيم الثابتة للأمة الإسلامية 0 لقد ألبست أسماء الآلهة الوثنية على أسماء شهورها وأيامها : فنجد مثلاً شهر يناير اسماً لأحد آلهة الرومان. وكذلك فبراير ومارس ، ونجد كذلك الأيام الأسبوعية تسمى بأسماء آلهة تعبد : فالأحد (صن دي) يوم الشمس ، والاثنين (من دي) يوم القمر ، وهكذا بقية الأسبوع.
لقد تم التلاعب بالتقويم الشمسي فقد نقل يوليوس قيصر بداية السنة من شهر مارس إلى شهر يناير في سنة 45 ق.م وقرر أن يكون عدد أيام الأشهر الفردية 31 يوماً والزوجية 30 يوماً عدا فبراير 29 يوماً ، وتكريماً ليولوس قيصر سمي شهر كونتليس (الشهر السابع) باسم يوليو وكان ذلك في سنة 44 ق . م وفي سنة 8 ق . م غير شهر سكستيلس باسم القيصر الذي انتصر على أنطونيو في موقعة أكتيوم سنة 31 ق . م .
إلى أن قام البابا غريغوري الثالث عشر مرسومًا بابويًا، فى 24 فبراير من 1582م، باقتطاع عشرة أيام من السنة فى الرابع من أكتوبر إلى يوم الجمعة الخامس عشر من أكتوبر من العام نفسه
فكان التقويم الذي أراده سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ واعتمده المسلمون رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية ليس من ابتداع أحد الفلكيين ، وليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية ، ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها ، وإنما يتم كل ذلك في حركة كونية ربانية. وتم تحديد عدد الشهور السنوية في كتاب الله القويم( * إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين * /التوبة 36 /) . ولقد سمّى الله تعالى أحد الشهور وهو رمضان قال الله ( * شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون * )/البقرة 185 وكأن ذلك توجيه لاعتماد هذا التقويم. ويرتبط هذا التقويم بدورة القمر حول الأرض ووفق حركة القمر تحصل الشهور وكل دورة للقمر حول الأرض تمثل شهراً قمرياً تبلغ مدته 29.25 يوماً تقريباً، وعلى هذا الأساس فإن السنة القمرية تكون 354.36 يوماً، أي أنه أقل من عدد أيام السنة الشمسية بـ(10.88) أيام، ويلاحظ أنه لا يوجد أي ارتباط بين التقويم القمري والتقويم الشمسي لأن كل منهما مرتبط بحركة ودورة تختلف عن الآخر. وعند التأمل نجد أن التقويم الشمسي وثيق الصلة بأمور المعاش كالزراعة ومواسمها وأحوال الطقس وذلك لأن التقويم الشمسي يحتضن الفصول الأربعة (الشتاء، والصيف، والخريف، والربيع) وتأتي هذه الفصول فيه في مواعيد ثابتة سنوياً فهذا التقويم أساسه الفصول وليس الشهور فهو في الأصل سنة طبيعية مقسمة إلى فصول أربعة. وللعلم فالشَّهْرُ في اللغة : الْقَمَر ، سمي بذلك لشُهْرَته وظهوره، وَقيل: هُوَ إِذا ظهر وقارب الْكَمَال. والشَّهْرُ: هو الْعدَد الْمَعْرُوف من الْأَيَّام، سمي بذلك لِأَنَّهُ يُشْهَر بالقمر .
وكل عام وأنتم في خير
ويا رب فرج عن سوريا وأهلها
ـــــــــــــــــ
المحكم والمحيط الأعظم - سيده (4/ 185)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق