الأحد، 29 سبتمبر 2019

ربما كان أصل الشر فعل الخير


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ربما كان أصل الشر فعل الخير
وذلك أن البعض يندم على ما فعله من خير ليتصرف عكس الحالة التي كان عليها ليكون ذلك سببا في نتائج غير محمودة .
قال طرفة بن العبد :
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَهُ ... ولا قائلٍ يأتِيكَ بعدَ التَّلَدُّدِ
وترى هؤلاء كثيري التردد ، مضطربي الأفعال ، يركبهم الندم دائماً ، ويا ريت ما عملت معهم خير . ولهذا وخشية ديمومة فعل الخير ، وحتى لا ينقلب الخير عليهم بشر . مبدؤهم يا حية الله لا تقربين ولا بنقربك . وخير لا تعمل شر ما بتلقى
لهذا تراهم وحين تعرضهم للأذى وهو أمر عارض زائل ، يقولون : خير ما عملنا ، الشر من وين إجانا . وهؤلاء لم يدركوا : أن أشد الناس حالاً في توقي الشر، يصيبه الشر قبل المستسلم له.
وينسى هؤلاء أن :
الخيرُ خيرٌ، وإنْ طالَ الزّمانُ به ... والشّرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ
وفي القديم كان يُقَالُ : : إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ يَأْمُرُ بِالشَّيْءِ وَيَبْتَلِي بِثِقَلِهِ، وَيَنْهَى عَنِ الشَّيْءِ وَيَبْتَلِي بِشَهْوَتِهِ.
فَإِذَا كُنْا لاَ نَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ إِلاَّ مَا اشْتَهَيْنا ، وَلاَ نتْرُكُ مِنَ الشَّرِّ إِلاَّ مَا كَرِهْنا ، فَقَدْ أَطْلَعْنا الشَّيْطَانَ عَلَى عَوْرَتِنا، وَأَمْكَنْاه مِنْ نَفْسونا ، فَيوشَكَ أَنْ يَقْتَحِمَ عَلَيْنا فِيمَا نُحِبُّ مِنَ الْخَيْرِ فَيُكَرِّهَهُ إِلَيْنا، وَفِيمَا نَكْرَهُ مِنَ الشَّرِّ فَيُحَبِّبَهُ لَنَا .
ويا رب يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــ
مجمع الأمثال – الميداني النيسابوري(2/ 31)
ديوان طرفة بن العبد (ص: 32)
الأدب الصغير – ابن المقفع (ص: 41)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق