الأحد، 22 سبتمبر 2019

ومن سيرة ذي القرنين نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن سيرة ذي القرنين نتعلم
أن الناس بين علو الهمة أو قصرها وسقوطها
من الناس من يظن نفسه في تواضع إن قنع بما وصل ليده ، وحتى أنه لا يكلف نفسه عناء السؤال عن مصدره . ظنه واعتقاده أن كل ما ناله رزق ساقه الله إليه .
قصور سعادته مبنية على دعائم من الثلج لتبدأ بالذوبان عند ارتفاع حرارة الشمس .
لا تمييز بين الباقي والزائل ، ولا اهتمام بالنتيجة ، إلا إذا اقتربت من تعكير صفوه .
لا يخطر بباله أن علو همة سر السعادة ، ورحم الله أبو دُلف حيث قال:
وليس فراغ القلب مجْداً ورفعةً ... ولكنَّ شُغل القلب للْهمِّ دافعُ
وذو المجْد محمولٌ على كُلِّ آلةٍ ... وكُلُّ قصير الهمِّ في الحيِّ وادعُ
قيل للعتّابيّ: فلان بعيد الهمة، قال: إذن لا يكون له غاية دون الجنة.
وقيل : أن الإسكندر مر بمدينة قد ملكها أملاك سبعة فبادوا، فقال هل بقي من نسل الأملاك الذين ملكوا هذه المدينة أحد؟. قالوا: نعم: رجل يكون في المقابر!. فدعا به فقال: ماذا دعاك إلى لزوم المقابر؟. قال: أردت أن أعزل عظام الملوك عن عظام عبيدهم، فرأيت عظامهم وعظام عبيدهم سواء!. قال: فهل لك أن تتبعني وأحيي بك شرف آبائك إن كانت لك همة؟. قال: إن همتي لعظيمة إن كانت بغيتي عندك؟. قال: وما بغيتك؟. قال: حياة لا موت فيها، وشباب ليس معه هرم، وغنى لا فقر بعده، وسرور بغير مكروه! قال: لا . قال: فامض لشأنك ودعني أطلب ذلك ممن هو عنده!.
فقال الإسكندر: هذا أحكم من رأيت
ويا رب إن همتنا رضاك والجنة
يا رب همتنا سلامة أوطاننا
يا رب خذ بيد من كان سعيه لرفعة وطنه
ويا رب خذلانا وذلا لمن سعى لخراب وطنه
ــــــــــ
الرسائل للجاحظ (2/ 353)
عيون الأخبار (1/ 337)
الذهب المسبوك في وعظ الملوك - الحميدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق