الأحد، 29 سبتمبر 2019

حكمت خلف البروك رجل افتقدنا أمثاله .




صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حكمت خلف البروك رجل افتقدنا أمثاله .
رجل جمع وكما عرفته أوجه الرجولة وفي ذؤابتها الكرم
هو أخ لأكثر من عشرين ومن أب سجلت له الأيام في صفحاتها أنه ورّث صفات الرجولة لأولاده فحصدها حكمت رحمه كلها وزينها مع تقلب الأيام .
عرفته طفلا وشابا ، وعرفت أباه يافعا
حدثني من رباني قال : كنا في الجندرمة التركية وأيام الدرك الفرنسي نُحَذر أنفسنا من المرور في قرية التح إلا مضطرين ، خشية من أن يعترض طريقنا خلف البروك والد حكمت ، فمن شأنه وصفاته أن لا يعبر القرية أحد وبغض النظر عن مكانته دون أن يكرمه .
صفات الأصالة في كل شيء كانت من معالم هذه الأسرة . فأقل هواية لهم العناية بالخيل العربية الأصلية وتربيتها . ومما أذكره حديث لوالد حكمت لمن رباني وهو جميل يوسف الحرامي رحمهما الله تعالى . قال : كان لدي فرس ذاع صيتها ورغبت في حصان أصيل أستولدها منه فلم أعثر بعد جهد . نصحني من له خبرة أن أستولدها من ابنها وهو مهر لدي .
رفض المهر كل المحاولات للتزاوج مع أمه . فقمنا بستر عينه حتى تم التزاوج ومن ثم كشفنا عنه فاضطرب كثيرا وكأنه يخاطبنا : معقول أن تفعلوا بي ذلك . ومرت أيام وباءت كل المحاولات في إطعام المهر أو اشاربه . كان يصدر أصواتا ترجمتها الندم حتى مات .
أوردت تلك القصة للدلالة والتعريف بتلك الأسرة .
قل ما شئت عنهم إلا أن تذكرهم بما يشين
كان حكمت رائدا في الخير وبيته بيت آمنٍ للمنطقة بأسرها فمن دخل بيته كان في حرز عن أن يصيبه مكروه
أولاده كثر وكان خالد أكبرهم  سنا رحمه الله
الكرم في مفهوم أبا خالد ، والكرم لا يتصف به إلا الرجال لا الأزلام . شغل حياته
ينفق وكأنه لا يخاف عثارا
كان بيته مضافة المنطقة بأثرها
كان رحمه الله وفجأة يأخذني وأخي حسان وفي مناسبات كأيام الربيع والحصاد وفي حفلات الزفاف . وفي عرس تم لابنه وابن أخته . أيقظني : قم . واصطحبني إلى ساحة العرس باكرا
ثلاث وستين رأس من الخرفان ذبح وأخوته معه . وليس الأمر للمبالغة بل فاق العدد المائة بكثير بعد ذلك
بيت شعر وعلى مد العين نصب
صخب عجيب وكأن المنطقة بأكثرها قد ضمتها أرض التح
ويخرج بعد صلاة العصر أبا خالد يرقص رقصة تتمثل بها معاني الرجولة ، أمام من حمل من فتيات التح مناسف الطعام وهن محجبات بما لا ينافي أخلاق الإسلام بين شابين من أقربائهما
وضع الطعام ولم يمسه أحد
توسط حكمت رحمه الله الناس وتلفظ بكلمات ليتني حفظتها في معناها الترحيب بمن قدم وشارك
أكل الناس دفعة واحدة وكنت ولازلت متعجبا لهذا التظيم
جند حياته رحمه الله لخدمة أهل المنطقة بأثرها
إن وصلت إليه . وصلت لمن لا يألو جهدا في حل مشكلتك ما قدر
رحمك الله يا علم أعلام منطقة المعرة
رحمك الله يا أبا خالد وعوضنا بك خيرا
ولد رحمه الله عام 1334 هجرية 1916ميلادي وتوفي سنة 1417 هـ 1996 ميلادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق