الأحد، 29 سبتمبر 2019

أين تقع مصلحتك توجه إلى الناس على أنه الصحيح


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أين تقع مصلحتك توجه إلى الناس على أنه الصحيح
اعلم أنّ المصلحة في أمر ابتداء الدنيا إلى انقضاء مدّتها امتزاج الخير بالشرّ، والضارّ بالنافع، والمكروه بالسارّ، والضّعة بالرّفعة، والكثرة بالقلّة. ولو كان الشرّ صرفا هلك الخلق، أو كان الخير محضا سقطت المحنة وتقطّعت أسباب الفكرة، ومع عدم الفكرة يكون عدم الحكمة، ومتى ذهب التخيير ذهب التمييز، ولم يكن للعالم تثبّت وتوقّف وتعلّم، ولم يكن علم، ولا يعرف باب التبيّن، ولا دفع مضرة، ولا اجتلاب منفعة، ولا صبر على مكروه ولا شكر على محبوب، ولا تفاضل في بيان، ولا تنافس في درجة، وبطلت فرحة الظّفر وعزّ الغلبة، ولم يكن على ظهرها محقّ يجد عزّ الحق، ومبطل يجد ذلّة الباطل، وموقن يجد برد اليقين، وشاكّ يجد نقص
يا من تردي بثوبِ مكرمةٍ ... ألقت عليه الثناءَ والمدحَا
نصيحةٌ لم أكنْ فطنتُ لها ... فيما مضى والشقيقُ منْ نصحَا
رأيتُ كبشَ الحديد ينبو عن ال ... حصنِ بأعطافهِ إذا نطحَا
وللمعلي الطائيِّ منْ كرمٍ ... عشرُ قرون يهزها مرحَا
فادع به إنَّ فيه مصلحةً ... وربَّ عاتٍ رأيت قد صلحَا

للحسين بن مطير الْأَسدي:
إِذا يسّر الله الْأُمُور تيسّرت ... ولانت قواها واستقاد عسيرها
فكم طامعٍ فِي حَاجَة لَا ينالها ... وَكم آيسٍ مِنْهَا أَتَاهُ بشيرها
وَكم خائفٍ صَار المخيف ومقترٍ ... تموّل والأحداث يحلو مريرها
وَقد تغدر الدُّنْيَا فيمسي غنيّها ... فَقِيرا ويغنى بعد عسرٍ فقيرها
وَكم قد رَأينَا من تكدّر عيشة ... وَأُخْرَى صفا بعد انكدارٍ غديرها
الحيوان - الجاحظ (1/ 134)
الورقة - الجراح(ص: 24)
الفرج بعد الشدة للتنوخي (5/ 12)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق