الأحد، 22 سبتمبر 2019

وَمِنْ وَقْعَةِ الْفِرَاضِ نتعلم :


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وَمِنْ وَقْعَةِ الْفِرَاضِ نتعلم :
كيف يمكن أن يكون الله معك ، حتى وإن تكالبت عليك الأمم
نتعلم أن كلمة - الله معي - ليست ملكا لأحد بذاته . بل هي ملك الصادقين مع الله
هناك من يتصور أن الله معه . وفي سيرة حياته دلالة على أنه يأتمر بأمر إبليس . يريد الدنيا ويسعى إليها والفوز بها. وشعاره أنه يبتغي رضوان الله .
الفِراض: موضع بين البصرة واليمامة ، والفراض: تخوم الشام والعراق والجزيرة في شرقي الفرات، اجتمع فيها الروم والعرب والفرس للإيقاع بالمسلمين فأوقع خَالِد بن الْوَلِيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بهم وقعة عظيمة، ثم رجع خالد إلى الحيرة لعشر بقين من ذي الحجّة سنة 12.
يقول المؤرخون سَارَ خَالِدٌ مِنَ الرُّضَابِ إِلَى الْفِرَاضِ، وَهِيَ تُخُومُ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَالْجَزِيرَةِ، وَأَفْطَرَ بِهَا رَمَضَانَ والمسلمون لِاتِّصَالِ الْغَزَوَاتِ، وَقد حَمِيَتِ الرُّومُ لدخول الروم أرضا كانت لهم فَاسْتَعَانُوا بِمَنْ يَلِيهِمْ مِنْ الْفُرْسِ فَأَعَانُوهُمْ، وَاجْتَمَعَ مَعَهُمْ تَغْلِبُ وَإِيَادٌ وَالنَّمِرُ من العرب ، وَسَارُوا إِلَى خَالِدٍ. فَلَمَّا بَلَغُوا الْفُرَاتَ قَالُوا لَهُ: إِمَّا أَنْ تَعْبُرُوا إِلَيْنَا، وَإِمَّا أَنْ نَعْبُرَ إِلَيْكُمْ. قَالَ خَالِدٌ: اعْبُرُوا. قَالُوا لَهُ: تَنَحَّ عَنْ طَرِيقِنَا حَتَّى نَعْبُرَ. قَالَ: لَا أَفْعَلُ، وَلَكِنِ اعْبُرُوا أَسْفَلَ مِنَّا، فَعَبَرُوا أَسْفَلَ مِنْ خَالِدٍ، وَعَظُمَ فِي أَعْيُنِهِمْ، وَقَالَتِ الرُّومُ: امْتَازُوا حَتَّى نَعْرِفَ الْيَوْمَ مَنْ يَثْبُتُ مِمَّنْ يُوَلِّي. فَفَعَلُوا، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا عَظِيمًا وَانْهَزَمَتِ الرُّومُ وَمَنْ مَعَهُمْ، وَأَمَرَ خَالِدٌ الْمُسْلِمِينَ أَنْ لَا يَرْفَعُوا عَنْهُمْ، وقال خالد للمسلمين: ألحوا عليهم ولا ترفهوا عنهم، فجعل صاحب الخيل يحشر منهم الزمرة برماح أصحابه فَقُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ وَفِي الطَّلَبِ مِائَةُ أَلْفٍ، وَأَقَامَ خَالِدٌ عَلَى الْفِرَاضِ عَشْرًا، ثُمَّ أَذِنَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْحِيرَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ وقال القعقاع في تلك الوقعة :
لقينا بالفراض جموع روم ... وفرس غمّها طول السلام
أبدنا جمعهم لما التقينا، ... وبيّتنا بجمع بني رزام
فما فتئت جنود السّلم حتى ... رأينا القوم كالغنم السّوام
ـــــــــــــــــــــــ
معجم البلدان (4/ 243)
تاريخ الطبري (3/ 383)
الكامل في التاريخ  - ابن الأثير(2/ 245)
البداية والنهاية – ابن كثير (6/ 388)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق