الأحد، 22 سبتمبر 2019

قناعات زائفة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قناعات زائفة
لا شك أن الناس متمايزون في عقولهم ، وقدراتهم ، وبالتالي في الأثر الناتج على من حولهم .
ليس صحيحا أن تتوقف الحياة عند أحد ، ولو أن ذلك حصل لتوقفت إثر وفاة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ليس صحيحا أن فرداً واحداً من هذه الأمة امتلك من الميزات وكان له من الأثر ما لا يمكن أن يتكرر
حدثونا عن سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حتى ظننا أن العدل مات بموته وتاريخ كان ولازال مليئا بصور العدل ألم يكن عماد الدين الشهيد وابنه نور الدين رحمهما الله كعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حدثونا عن بطولة سيدنا خَالِد بن الْوَلِيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأنسونا أن تاريخنا مليئ بأبطال وقادة كخَالِد بن الْوَلِيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . ألم يكن المنصور بن أبي عامر رحمه خالد آخر من خوالد تاريخنا
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله : سيقنعونك أن الفقر ليس عيبا، وأن الله يحب الفقراء أكثر، وأن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فقيرا ، وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن الزهد فضيلة ، وأن الطمع رذيلة، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء. نوع جميل من المخدرات، ستجعلك تستمتع بفقرك، تستلذ بحاجتك، ترضى بضعفك وقلة حيلتك!! لن يحدثك أحد عن عثمان وثرائه وتجهيزه جيش العسرة ، ولا عن طلحة وسخائه ، ولا عن الزبير وعقاراته ، ولا عن ابن عوف وتجارته ، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته ، رضوان الله عليهم أجمعين .
لن يحدثك أحد عن استعاذة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من الكفر و الفقر ، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف . بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون ( فقيرا ، ضعيفا ، محتاجا ) فحينها ، لن تسأل ، لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك ، لتتساءل فيها عن الظلم ، عن الانبطاح ، عن الاستضعاف ، فحينها ، ستصبح مزعجا ، متطفلا ، متجاوزا لمكانتك ، حينها ستفكر ، ستخطط ، ستعمل ، و ربما – لا سمح الله - ستنتصر !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق