الأحد، 29 سبتمبر 2019

بين الأحمق وسواه


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الأحمق وسواه
قيل إن أصل الحمق: الضعف والاسترخاء. ويقال: حمقت السوق إذا كسدت, وانحمق الرجل إذا ضعف وسقط. قال الشاعر:
يا كعب إن أخاك منحمق ... فاشدد إزار أخيك يا كعب .
وربما كان أشد أشكال الحُمْق استبدال الخير بالشر ، واستبدال الأمن بالخوف ، والصديق بالعدو . زعم قوم أن الجهيزة عِرْسُ الذئبِ، يعنون الذئبة، ومن حمقها أنها تَدَعُ ولَدَها وترضع ولد الضبع .
كمُرْضِعَةٍ أولاد أخْرَى، وضَيَّعَتْ ... بنيها، فلم ترقع بذلك مَرْقَعَا
صحيح أنه قد لا يخلو إنسان من بعض الحمق إلا من عصمه الله فقد روي أن سيدنا علي رضي الله عنه قال : ليس من أحد إلا وفيه حِمْقَة فيها يعيش. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: كلنا أحمق في ذات الله .وهي شذرات ناتجة عن الغفلة قد تنتاب المرء. إلا أن يصل لحالة يسعى بها لدمار نفسه بنفسه ، ويظن أنه يسعى للخير بيديه .
قَالَ الله تعالى : {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} قال المفسرون : هَذِهِ امْرَأَةٌ خَرْقَاءُ كَانَتْ بِمَكَّةَ، كُلَمَّا غَزَلَتْ شَيْئًا نَقَضَتْهُ بَعْدَ إِبْرَامِهِ. ولم يكن لها نظير في فعلها وكانت متناهية الحمق، تغزل الغزل من القطن، أو الصوف، فتحكمه، ثم تأمر خادمها بنقضه. وهي امرأة من قريش تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب، كانت إذا غزلت نقضته، ولقبها الجعرا، ، ولم يكن لها نظير في فعلها وكانت متناهية الحمق، تغزل الغزل من القطن، أو الصوف، فتحكمه، ثم تأمر خادمها بنقضه .
لا تستغربوا فهناك من باع الكعبة المشرفة بزق خمر فأبو غبشان الأحمق من خزاعة كان يلي الكعبة، فاجتمع مع قصي بن كلاب بالطائف على الشرب، فلما سكر اشترى منه قصي ولاية البيت بزق خمر، وأخذ منه مفاتيحه وسار بها إلى مكة، وقال: يا معشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل، ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم. وأفاق أبو غبشان فندم فقيل: أندم من أبي غبشان وأخسر من أبي غبشان، وأحمق من أبي غبشان، قال بعضهم:
باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت ... بزق خمرٍ فبئست صفقة البادي
باعت سدانتها بالخمر وانقرضت ... عن المقام وضل البيت والنادي
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــ
اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي (ص: 1344)
مجمع الأمثال – الميداني النيسابوري(1/ 218)
تفسير ابن كثير (4/ 599)
قيل :
اتق الأحمق أن تصحبه ... إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانباً ... خرقته الريح وهناً فانخرق
أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ ... هل ترى صدع زجاج يرتتق
كحمار السوق إن أقضمته ... رمح الناس وإن جاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبته ... سرق الناس وإن يشبع فسق
وإذا عاتبته كي يرعوي ... أفسد المجلس منه بالخرق

ريطة : كل ثوب رقيق فهو ريطة وكل ملاءة ليست من شقين.
الجَعْر: مَا يبس فِي الدبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق