الأحد، 29 سبتمبر 2019

إمبراطورية الشمس التي لا تغيب


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إمبراطورية الشمس التي لا تغيب
قالوا إن المملكة المتحدة كانت من آخر الدول وعلى الرغم من صغر حجم مساحتها وقلة عدد سكانها ، استطاعت بناء إمبراطورية لا تغيب الشمس عنها . امتدت على مساحات من أفريقية وآسية حتى أقيانوسيا أو ما يعرف بأستراليا وأجراء واسعة من قارة أمريكا كان من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية . فالشمس إن غابت على مدينة لندن وهي عاصمتها تكون قد أشرقت على سدني في أستراليا.
وقبلها يحدثنا التاريخ عن إمبراطوريات عاشت ثم زالت أشهرها إمبراطورية ذي القرنين فقد امتد ملكه العالم المعروف آن ذاك وهو المقصود من مشرق الشمس إلى مغربها.
الصينيون اليايانيون أسسوا إمبراطوريات عبر التاريخ ولازال حاكم اليابان يحمل لقب إمبراطور  . اتسعت أرضها الإسلام حتى قال هارون الرشيد مخاطبا الغمامة اذهبي أنّا شئت فخراجك عائد إلينا .
الحيثيون البابليون الأشوريون المصريون والفرس أسسوا إمبراطوريات كانت تشمل بلاد الشام ومصر وحتى أقصى شرقي
شداد بن عاد ملك جميع الدنيا وكان قومه قوم عاد الأولى زادهم الله بسطة في الأجسام وقوة حتى قالوا من أشد منا قوة. قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً . وكان تحت يده مائتان وستون ملكًا يأتمرون بأمره . وقيل أنه حكم خمسمائة عام . وعلى الرغم من عدم ثبوت قصة عاد بالتفاصيل التي رواها أهل الأدب ، ينسب لشداد بن عاد قوله :
والذي وجد على جدار صخرة في أحد قصوره :
اعتبر يا أيها المغرور بالعمر المديد ... أنا شداد بن عاد صاحب الحصن المشيد
وأخو القوّة والبأساء والملك الحشيد ... دار أهل الأرض لي من خوف وعيدي ووعيد
وملكت الشرق والغرب بسلطان شديد ... وبفضل الملك والعدّة فيه والعديد
فأتى هود وكنّا في ضلال قبل هود ... فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرشيد
وعصيناه ونادى هل من محيد ... فأتتنا صيحة تهوي من الأفق البعيد
النعمان بن المنذر بن ماء السماء ظن أنه بامتلاك الحيرة فقد ملك الدنيا
والسؤال أين هم أولئك الناس
إنهم عند ربهم يؤجلهم ليوم الحساب
فليطمع الطامعون بما شاؤوا
يا رب فرج عن سوريا وأهلها
ـــــــــــــــ
مروج الذهب ومعادن الجوهر (1/ 410)
نهاية الأرب في فنون الأدب (13/ 71)
تفسير الثعلبي (10/ 197)


قيل أنه وجد على جدار أحد قصور شداد :
«أنا شداد بن عاد بن شداد بن عاد، شددت بساعدي البلاد، وقطعت عظيم العماد، من الجبال والأطواد، وأنا بنيت إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد، وأردت أن أبني ههنا كإرم، وأنقل إليها كل ذي إقدام وكرم، من جميع العشائر والأمم، وذلك إذ لا خوف ولا هرَم، ولا اهتمام ولا سقم، فأصابني ما أعجلني، وعما أردت قطعني، مع وقوع ما أطال همي وشجني، وقلَّ نومي وسكني، فارتحلت بالأمس عن داري لا لقهر ملك جبار، ولا لخوف جيش جرار، ولا عن رهبة ولا عن صغار، لكن لتمام المقدار، وانقطاع الآثار، وسلطان العزيز الجبار، فمن رأى أثري، وعرف خبري، وطول عمري، ونفاذ بصري، وشدة حذري، فلا يغتر بالدنيا بعدي، فإنها غرارة تأخذ منك ما تعطي، وتسترجع ما تولي».
وقيل : كانت قوّة الرجل منهم أن ينحت فى الجبل بيتا طوله مائة ذراع فى عرض مثل ذلك، ويضربه بصفائح الحديد، ويغلّق بابا من حديد مصمّت لا يفتحه إلّا القوىّ منهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق