الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

أبو بكر الباقلاني رسول المسلمين إلى الروم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أبو بكر الباقلاني رسول المسلمين إلى الروم
أنا أتمنى أن أكون من حيث الفطنة كهذا الرجل
أفلا يتمنى أحدكم معي هذه الأمنية
تفحم عدوك وتؤيد عليه من خلال مناظرة يرتفع فيها الحق ويذل الباطل
أبو بكر الباقلاني من علماء الشافعية
وحتى لا يطول الأمر عليكم في أسباب المناظرة وظروفها .أقول اختاره عضد الدولة رسولا ومناظراً وكان ما أراده عضد الدولة من إرسال الباقلاني هو إظهار رفعة الإسلام قال القاضي أبو بكر الباقلاني فدخلنا أرض الروم وأخبر الملك بقدومنا فأرسل إلينا أن لا تدخلوا بعمائمكم حتى تنزعوها فقال : القاضي : لا أفعل ولا أدخل إلا على ما أنا عليه وإلا أعود . فطلب الملك معرفة السبب ، فأجاب القاضي : أنا رجل من علماء المسلمين وما تحبونه منّا ذُلٌ وصغار والله قد رفعنا بالإسلام . فسمح له بالدخول على هيئته . وكان الملك قد علم أن القاضي لا يسجد له ، فاحتال كي يوقع القاضي في شيء فوضع كرسيه وراء باب ( لطيف ) لابد لداخله من الانحناء راكعا كي يدخل . فلما رأى ذلك القاضي تفكر وعلم أن في الأمر مكيدة ودخل يمشي إلى خلفه مستقبلا الملك بدبره فعجب الملك من فطنته .قال القاضي : فدخلت عليه بنفيس ثيابي ولما وقع بصره علي سألني بشأن كسوتي فقلت : هو زي العلماء وبه نقابل الأمراء .قال الباقلاني وأحضر الملك ألة تسمى الأرغل تدفع من سمعها للطرب ، فقام الباقلاني بجرح قدمه لينشغل بالألم عن الطرب .
وسأل الملك الباقلاني انشقاق القمر : هذا الذي تدَّعون أنه من معجزات نبيكم ، هل هو صحيح ؟ . قال الباقلاني نعم وقد رآه من كان حاضرا . قال الملك ولِمَ لمْ يره جميع الناس . قال الباقلاني : لأنهم لم يكونوا على أهبة . قال الملك : وهو نقفور ونقفور اسم حمله العديد من ملوك الروم – وهل بينكم وبين القمر قرابة وهو في السماء وغير مختص بكم ؟!! فأجابه الباقلاني : وأنتم فهل كان بينكم وبين المائدة التي نزلت على عيسى ورأيتموها دون اليهود والمجوس والبراهمة فتحير الملك.
وسأله أحد الأساقفة : ما فعلت زوجة نبيكم بما رميت به من الإفك؟ . فأجاب على البديهة : هما امرأتين ذُكرتا بسوء فبرأهما الله أما عائشة ذات زوج لم تأت بولد .وأتت مريم بولد ولم يكن لها زوج . فإن تطرق للذهن الفاسد ريبة فهو إلى الثانية أقرب .
قال الباقلاني : ثم دعاني الملك إلى محفل للنصارى قال : وأجلسني الملك بجانبه ثم دخل أحد البطاركة في آخر الناس فلما توسط المجلس قام الملك ورجاله تعظيما له وأجلسه بجانبه ثم قال للقاضي : هذا قيّم الديانة . فسلم عليه القاضي أحفل سلام وسأله قائلا : كيف الأهل والولد ؟ . فعظم ذلك عليه وعلى من حضر وأنكروا قول الباقلاني فسألهم : ولم أنكرتم من كلامي ؟ فقال الملك : إننا ننزه هؤلاء عن الصاحبة والولد . فقال القاضي : تستعظمون لهذا اتخاذ الصاحبة والولد ولا تستعظمونه لربكم عز وجل !. فحاروا جوابا .
ــــــــــــــــ
البداية والنهاية – ابن كثير  (11/ 350)
 عيون المناظرات – السكوني ص 246

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق