الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

سفيان الثوري رحمه الله أنموذج ممن كان الله معه


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سفيان الثوري رحمه الله أنموذج ممن كان الله معه
في مرحلة كان تثبيت أركان الحكم عند العباسيين أولوية ، وفي سبيل ذلك تصور أن بعض التجاوزات مسموح بها لبلوغ الغاية . والتجاوز يعني وقوع الظلم وتجاوز بعض الحقوق .
إلى مكة المكرمة التجأ سفيان الثوري رحمه الله وكثير ممن انتقدوا الخليفة العباسية أبو جعفر المنصور رحمه الله . فيُرْوَى أن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور لما أراد أنْ يحج بيت الله في آخر مرة، بلغه أن سفيان الثوري يتناوله وينتقده ويتهمه بالجور، فقال: سوف أحج هذا العم، وأريد أنْ أراه مصلوباً في مكة، فبلغ الخبر أهل مكة، وكان سفيان الثوري يقيم بها في جماعة من أصحابه من المتصوفة وأهل الإيمان، منهم سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض، وكانا يُدلِّلان الثوري ويعتزان به.
وفي يوم كان الثلاثة في المسجد والثوري مُسْتَلْقٍ بين صاحبيه يضع رأسه في حِجْر أحدهما، ورِجلْيهْ في حِجْر الآخر، وقد بلغهم خبر المنصور ومقالته، فتوسل ابنُ عيينة والفضيل للشيخ الثوري: يا سفيان لا تفضحنا واختفِ حتى لا يراك، فلو تمكَّن منك المنصور ونفذ فيك تهديده فسوف يَضعف اعتقاد الناس في المنسوبين إلى الله.
وهنا يقول الثوري: والذي نفسي بيده لن يدخلها، وفعلاً دخل المنصور مكة من ناحية الحجون، فعثرت به الدابة، وهو على مشارف مكة فوقع وأُصيب بكسر فمات لساعته. ودخل المنصور مكة محمولاً وأتَوْا به إلى المسجد الحرام حيث صلى عليه الثوري.
ـــــــــــــــــــــــــ
تاريخ الخلفاء – للجلال السيوطي(ص: 195)
تفسير الشعراوي (15/ 9561)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق