الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

الانتماء لو إلى حجر لا بد أن يثمر بأمر ، هذا إن تضمن الصدق


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الانتماء لو إلى حجر لا بد أن يثمر بأمر ، هذا إن تضمن الصدق
فلربما اكتسبت من الحجر الصلابة ، ولكن لنعلم أن الحجر لا يبقى على حال فعوامل الجو تؤثر فيه فهو متبدل متقلب
فقطعة الحجر ستتحول يوما إلى هيئة وحالة تفقدها العناصر التي سببت الإنتماء إليها ، وهذا حال الانتماء لأي موجود في هذه الكون فقانون التبدل سار عليه
الأحزاب متبدلة في أسمائها ، وحتى في أهدافها ، وحتى الرجال طالما تغيروا بتبدل المصالح
وهنا أسأل من اتبع حزب أو رجل أي رجل وإن علا قدره وارتفع شأنه ؟ ما الذي يحصل إن انقلب في فكره وسلوكه وقد كان بالنسبة لأتباعة القدوة والمثل الأعلى ؟ ليصبح مثلا في السوء . والأمثلة في الحياة كثيرة ولطالما تغير من نعرفهم بتبدل مواقعهم .
ولهذا فمن العقل أن لا ننتمي إلا للثوابت ، ولا ثابت في هذا الكون إلا منهج الله الذي أرسله من خلال أنبيائه فالانتماء للرسل انتماء للثابت الذي لا يتغير لأن الضامن هو الله .
أما الانتماء لرجل أيا كانا انتماء لمتغير . فمن هو الضامن له بأن لا يتغير ؟ لا أحد
أما إن قلت لي أنك من أتباع مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أقلك أنت في أمان لأن المنهج الذي جاء به ثابت والضامن هو الله وهو خالق المتغيرات  . وقد لخص لنا سيدنا عمر بن الخطاب هذه القضية في حوار مع سيدنا سعد بن أبي وقاص وَقد أَرْسَلَه إِلَى قائدا للجند في العراق  
«يا سعد بن أم سعد لا يغرّنك من الله أن يقال خال رسول الله وصاحب رسول الله فإنّ الله لا يمحو السيء بالسيئ ولكنه يمحو السيء بالحسن وليس بين الله وبين أحد نسب إلّا بطاعته فالناس في دين الله سواء الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة. فانظر الأمر الّذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمه فألزمه وعليك بالصبر» .
ـــــــــ
تاريخ ابن خلدون (2/ 525)
البداية والنهاية – ابن كثير(7/ 42)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق