الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

قال: داود ين علي رحمه الله : والله لا أحقرتُ أحدًا بعدك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قال: داود ين علي رحمه الله : والله لا أحقرتُ أحدًا بعدك
وفي المعرة عندنا يقولون : مخبا بتيابو ، أي أن الثياب ليست دليلا على ماهية من يلبسها
وللسخرية يقولون : مينو هدا ، والله ما ني شايفيو ، وتثبت التجربة أن صاحب المقولة كان مخطأً
قال أهل السير دخل أَبُو يعقوب الشريطي وكان من أهل البصرة مجلس داود الأصبهاني وكان يحضر مجلس داود أكثر من أربعمائة عمة ، والعمة تعلم ( عالما امتلأ علماً ) . دخل أبي يعقوب وعليه خرقتان، فتصدر لنفسه من غير أن يرفعه أحد، وجلس بِجنب داود، فحرد داود من سلوكه .
أحس أَبُو يعقوب بما حصل فتوجه إلى داود قائلا وسائلا : سل يا فتى
قال دواد وعن ماذا أسألك
قال أَبُو يعقوب: ليسألُ الشيخ عما أحب، فحرد داود
واختار دواد  سؤالا من أبسط ما يسأل متعلم فقال : أسألك عَن الحجامة؟
قَالَ: فبرك أبو يعقوب على ركبتيه وبدأ بالسند فيما يتعلق بالحجامة من لندن آدم حتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ روى طُرق ما : " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " ومن أرسله، ومن أسنده، ومن أوقفه، ومن ذهب إِلَيْهِ من الفقهاء، ورَوى اختلاف طُرق: احْتَجَمَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حرامًا لَم يعطه، ثُمَّ روى طرق: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِقَرْنٍ. وذكر الأحاديث الصحيحة فِي الحجامة.
ثُمَّ ذكر الأحاديث المتوسطة مثل: " مَا مَرَرْتُ بِمَلأٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ "، ومثل: " شِفَاءُ أُمَّتِي "، وما أشبه ذَلِكَ، ثُمَّ ذكر الأحاديث الضعيفة، مثل قوله: " لا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ كَذَا، وَلا سَاعَةَ كَذَا " ثُمَّ ذكر ما ذهبَ إِلَيْهِ أهل الطب من الحجامة فِي كل زمان، وذكر ما ذكره الأطباء فِي الحجامة، ثُمَّ قَالَ فِي آخر كلامه: وأول ما خرجت الحجامة من أصبهان، فقال: داود: والله لا أحقرتُ أحدًا بعدك
والكثير منا يستهينون بالعلماء .قال ليش : قال لَئن العالم لم يكن على هواهم ، ويبحثون عن زلاتهم لإبعاد الناس عنهم ، فإن وافق العالم هواهم قبلوه وعلى مضض
ويا رب فرج عن أهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــ
تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي(16/ 588)
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي (12/ 259)
شذرات الذهب في أخبار من ذهب – العماد (3/ 298)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق