الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

بقع مغفلة من تاريخنا السلطان قانصوه الغَوري


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بقع مغفلة من تاريخنا
السلطان قانصوه الغَوري
في أواخر القرن التاسع الهجري الموافق لأواخر القرن الخامس عشر الميلادي ، كان السلطان قتباي من أعظم السلاطين المماليك الذي تولوا حكم مصر ، عُرف بالبر والاهتمام بالحرمين الشريفين في الحجاز ، ولا تزال آثاره هناك معروفة ، كما شغل سنين بمحاربة العثمانيين أيام السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح رحمه الله الجميع وانتصر قتباي في معظم المعارك ثم تصالح معهم على أن يرد مدينتي أضنة وطرسوس .
بعد وفاة قتباي اضطرب الوضع  في مصر فكان السلطان يعزل ومن ثم يُعاد أو يقتل إلى أن هرب السلطان طومان باي خوفا على نفسه من المماليك ، انقسمت الآراء في اختيار السلطان وكان أحد البارزين تاني بك الجمالي وكان الغوري مختفيا ونتيجة لرفض الجند له أعلن في القاهرة الأمان للغوري لمدة ستة أمان بعدها لا أمان له .
ظهر الغوري فأخذ وسحب مكرها لتولي سلطنة مصر وكان رحمه الله يبكي بحضور الخليفة العباسي وقضاة المذاهب عدا الشافعية عقدة البيعة للغوري وأحضر له شعار السلطنة وهي الجبة والعمامة السوداء ولقب بالأشرف وهو يتمنع ويبكي وكني بأبي النصر الغوري ورحم الله القائل  :
 ألا إنما الأقدار تحرم سائلا .. وآخر يأتيه رزقه وهو نائم
والغوري من مماليك السلطان قتباي أطلقه وولاه أعمال في الوجه القبلي لمصر ، كما ولي بعض ولايات الشام واستمر في عهد السلطان طومان باي وولده محمد . طويل القامة غليظ الجسد ذا كرش كبير أبيض اللون جهور الصوت لحيته مستديرة ووجهه كذلك لهو هيبة وجلال . نهما في الأكل يحب الغرس والزراعة مولوع بحب الرياضيات وكذلك الموسيقى
كان يلهو بنطاح الكباش والثيران .ملوع بالأبنية ومسجد الغوري لا يزال شاهدا على ذلك في شارع الغوري في القاهرة
وكان الغوري دينا يحافظ على الفروض وكان يعد من علماء مصر وكان من عادته إن حزبه أمر أو خشي من نازلة حلت بالبلاد فزع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن والدعاء وكان صحيح البخاري يقرأ في القلعة وفي شهر رمضان . وكان يحب التصدق على الفقراء عموما وفي أيام المحن خصوصا . سمته العامة الوفاء رحمه الله . يكره السب حتى حال الغضب . وكان لين الطبع يحب المذاح حتى بسطاء الناس ومع هذا عرف عنه الجور في الحصول على الضرائب
عاصره ثلة من أجل العلماء ولم يذكر التاريخ حضورهم مجالسه كالجلال السيوطي والسخاوي والقصلاني وزكريا الأنصاري .ومن صفات السلطان الغوري أنه كان يجيد التركية والعربية وهو شاعر نظم باللغتين
رب هب لي من لدنك رحمة .. تب علينا أنت تواب رحيم
حق جمالن استرز جنت ندر؟ .. كورنر جنت بزة أنسز جحيم
وكان للسلطان الغوري رحمه الله مجالس في المناسبات الدينية وسواها يحضر العلماء وتجري من خلالها حوارات دينية وتربوية ومن مجلس السابع والعشرين من شهر رمضان
قال الشيخ شمس الدين السمديسي : أي شيء فعله حرام وتركه حرام
قال السلطان الغوري : صلاة السكران
ومن الحوارات
لأي حكمة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ ( عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) ولم يقل ( عشرة مثلها )
قال السلطان : حتى لا يتوهم أن الجزاء منحصر بعشرة فقط بل يمكن أن يزيد
ـــــــــــــــــــــــــ
بدائع الزهور في وقائع الدهور – ابن إياس الحنبلي
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين كان يسند إلي تدريس مادة التاريخ إلى للجغرافيا في الحلقة الثانوية كنت أطعم المعلومة بإضاءة لا تخرج الحصة عن إطارها بل تغني الحصة .ومن ذلك السلطان قانصوه الغَوري رحمه الله أعيد للذاكرة بتوسع واختصار.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق