الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

بدو البحار أو قبائل الباجاو - والكثير من شبابنا رحل ليحيا بعيدا عن كل أشكال الصراع


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بدو البحار أو قبائل الباجاو
والكثير من شبابنا رحل ليحيا بعيدا عن كل أشكال الصراع
ربما لم يسمعوا عن بدو البحار ولو أنهم اطلعوا عليهم لراقت فكرة العيش بعيدا في قلب المحيط
قبائل الباجاو مسلمون توزعوا بين أندونيسيا وماليزيا والفلبين
ابتعدوا في البحر ليحيوا بعيد عن الصراعات البشرية.
زواجهم طعامهم حياتهم كلها في بيوت بنوها فوق الماء
قادرون على الغوص لعمق يقارب سبعين متراً ، والبقاء تحت الماء لمدة تزيد عن ثلاث عشرة دقيقة
هكذا أطلق على قبائل الباجاو التي تعيش وسط مياه البحر وهم يموتون فيه
حياتهم ربما كانت أعجوبة قياسا لحياة البشر في هذا العصر
وكأن الحياة على اليابسة بالنسبة إلى الباجاو أصبحت شبه مستحيلة
يسمون أنفسهم "شعب ساما باجاو"،
لا يلتقون أفراداً من خارج قبيلتهم منذ أن وُلدوا وحتى مماتهم، لكن أعدادهم اليوم بدأت تتناقص بسبب الاندماج الثقافي مع الشعوب المجاورة، وجهود البرامج الحكومية الماليزية لضمهم وتوطينهم.
قيل أن أول من سجل وجودهم الرحالة الإيطالي، أنطونيو بيجافيتا، سنة 1521
تحكي الأساطير أن  "الباجاو " ينتمون إلى شعب كان يسكن اليابسة، ويحكمهم ملك له ابنة ابتلعها البحر في عاصفة شديدة، فأمر الملك شعبه بالبحث عنها، فرحلوا إلى البحر، لكنّهم لما فشلوا في العثور عليها قرّروا البقاء خوفاً من الملك.
وتشير رواية أخرى إلى أنهم شعب مُنِع من العيش في الأراضي الماليزية، بعد هجرتهم من الفلبين.
لسان الباجاو ينطق أكثر من لغة، ويعيش معظمهم ضمن مجموعات يشكّلونها على أساس لغة مشتركة، لكن مجموعات أخرى انتقلت للعيش على اليابسة، وتخلّت عن نمط عيشها القديم، فبدؤوا العمل بالزراعة، وتربية المواشي، وبعض الحرف اليدوية.
ومن أشهر اللغات المنتشرة بين شعب الباجاو الملايو بولينيزية، وهي مجموعة من اللغات الأسترونيزية، ويتكلمها نحو 385 مليون شخص، وهي خليط من اللغات السنسكريتية والعربية التي تأثرت بالديانات الهندوسية والبوذية.
يبلغ عدد قبائل الباجاو نحو مليون نسمة؛ 470 ألف نسمة في الفلبين إضافة إلى 437 ألفاً في ماليزيا، وعدد غير معروف في مجموعة مقاطعات كليمنتان، وجزيرة سولاوسي بإندونيسيا وبروناي.
مصدر رزق الباجاو يرتكز على ما يصطادونه من الأسماك وأصداف اللؤلؤ وخيار البحر غالي الثمن
ولا يعرف هؤلاء النقود، بل إنهم يعيشون على مقايضة صيدهم مع سكان اليابسة الأقرب إليهم لتأمين احتياجاتهم من الأرز والطعام.
وأطفال هذه القبيلة لا يذهبون إلى المدارس، بل يتعلمون في عمر مبكّر أساسيات صيد الأسماك وصناعة القوارب، ويبدؤون التدرّب على اصطياد الأسماك الخطرة، وعند بلوغ سن العاشرة يتدرّبون على الغوص لأعماق مختلفة تحت سطح البحر.
يجهل الكثير منهم أعمارهم، ولم يتعلّموا الكتابة والقراءة في حياتهم
ومع هذا فشعب الباجاو شعب مسالم يتميز بالهدوء والكرم، ويصبّ كل اهتمامه في علاقاته على الأخوّة والمشاركة للحفاظ على التماسك الاجتماعي، كما أنهم لا يعرفون الطبقية وأنظمة الحكم والطائفية.
وسبحان الله رب العالمين












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق