الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجيَفِ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجيَفِ
هو مثل عربي أطلقه المتنبي رحمه الله فقال :
غَيرَ اِختِيارٍ قَبِلتُ بِرَّكَ بي  *  وَالجوعُ يُرضي الأُسودَ بِالجِيَفِ
قبلت بِرك بي عن غير اختيار بل بالاضطرار الواقع علي ، كما أن الأسد إذا جاع، ولم يظفر بفريسةٍ، يأكل الجيف اضطراراً! وليس ذلك من عادته ، وكذلك حالي، في قبول هذا البر منك .
والمتنبي يعبر عن حالة متكررة في الحياة مع تقلبها حيث تخفض الرفيع وترفع الدنيء وقد تدفع الحاجة الرفيع للدنيء ، فسواء قضاها أم لم يقضها ، فلا يعني ذلك تبادل المواقع وانقلاب الموازبن أبدا ، فمرارة طعم الذل والقهر حالة زمنية لا تلبث أن تزول ، لتعود الأمور لنصابها ، لذا يتابع المتنبي قوله وهو في السجن
لَو كانَ سُكنايَ فيكَ مَنقَصَةً   *  لَم يَكُنِ الدُرُّ ساكِنَ الصَدَفِ
فالصبر مع اجتماع النبل والمروءة ، سبيل لرفع الذل عن كاهل صاحب الحاجة
وما أوضح الصورة اليوم للدلالة على الذي ذكرت ...
هو الزمن
وَرَحِمَ اللَّهُ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . حيث قال :
مِحَنُ الزَمانِ كَثيرَةٌ لا تَنقَضي   *    وَسُرورُهُ يَأتيكَ كالأَعيادِ
مَلَكَ الأَكابِرَ فَاِستَرَقَّ رِقابَهُم    *   وَتَراهُ رِقّاً في يَدِ الأَوغادِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق