الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

تعبنا كلمة قد لا تغادر جلسات الناس عند أهل الشام


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تعبنا كلمة قد لا تغادر جلسات الناس عند أهل الشام
ولا تكاد تفارق سمعك
معقول يا أستاذ لا أمن ولا أمان ، وكأن الأرض بأهلها قد تبدلت
تُشتت بصرك في الشارع تبحث عن من تحب فتجد وجوها أخرى لم تألفها
قلت : لقد ذكرتني بقول شمس الدين الكوفي :
ما للمنازل أصبحت لا أهلها ... أهلي ولا جيرانها جيراني
قال لا تعتبر كلامي شكلا من الكره لأحد ، فكل أهل الشام أحبابي وأهلي
ولكن من حقي أن ألقى أخي ولدي جاري
صمت وقلت في نفسي هل أسمعه قول المتنبي
بم التعلل لا أهل ولا وطن ... ولا نديم ولا كأس ولا سكن؟
ولكن فضلت القول : أن من حسنات البلاء أنها كشفت ما لم تستطيع العين كشفه فمن الناس من كان يعجبك حين تراه وتزداد عند الخبرة إعجابًا به ، ومنهم من كنت تبغضه حين تراه وعند الخبرة تكون أكثر بغضًا له ، ومنهم من يعجبك خبره ولا يعجبك منظره، ومنهم من يعجبك منظره ولا يعجبك خبره.لقد ألقى البلاء الستار عن الناس واستبانت معادنهم
ورحم الله القائل :
لم أزل أبغض كل امرئ ... وجهه أحسن من خبره
فهو كالغصن يُرى ناضرًا ... ناعمًا يعجب من زهره
ثم يبدو بعده ثمره ... فيكون السم في ثمره
وكأن هذه المحنة على قساوتها كانت ذات فائدة جاءت لمحو الظن باليقين
ترى من الرجال الغبن فضلًا ... وفيما أضمر الغبن الغبين
ولون الماء مشتبه وليست ... تخبر عن مذاقته العيون
فلا تعجل بظن قبل خبر ... فعند الخبر تنصرم الظنون
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــ
أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه - الثعالبي (ص: 39)
شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي (1/ 131)
الأدب والمروءة – اللخمي (ص: 28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعلل: التشاغل، والوطن: موضع الاستقرار والإقامة، والنديم: خليط الرجل الذي يكون محادثه ومشاربه، والكأس: القدح وما فيه من الشراب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق