الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

الأصحاب رزق


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الأصحاب رزق
وقد قيل : الصاحب ساحب ، والأصحاب سر من أسرار بقاء الذكر واستمراره ما شاء الله ذلك .
وربما خطر ببالنا يوما أن نسأل أنفسنا من هم خير الأصحاب الذين عرفتهم البشرية ، لكان الجواب هم أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  . فمن درس التاريخ وسير البشر لا بد أن يُسلّم بذلك
وهذا السؤال يستجر أسئلة أخرى ، فهناك مثلا من المذاهب أربعة إضافة للمهذب الظاهري ، باقية من المذاهب الإسلامية
وهناك عشرات المذاهب الأخرى عرفت لفترة ثم جهلها الناس
قال العلماء في تفسير ذلك : أن الله قيد للإمام مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد ، أصحاب توارثوا المذهب ونقلوه لأصحابهم وهكذا
وفي حياتنا ، إن شئت أن تصاحب فليكن أصحابك لا أقل من أربعة أو مضاعفاتها فعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَلا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ»
قال الزَّيْدَانيُّ في تفسير ذلك : الرفقاءِ أربعةٌ؛ يعني: الرفقاءُ إذا كانوا أربعةً خيرٌ من أن يكونوا ثلاثةً؛ لأنهم إذا كانوا ثلاثةً ومَرِضَ أحدُهم فأراد أن يجعلَ أحدَ رفيقيه وصيَّ نفسِه لم يكن هنا من يَشْهَدُ بإيصائه إلا واحدٌ، وشهادةُ الواحدِ غيرُ كافيةٍ، ولو كانوا أربعةً ومَرِضَ أحدُهم وأرادَ أن يَجْعَلَ أحدَ رفقائه وصيَّ نفسِه يكون مَنْ يَشْهدُ بإيصائه اثنين، وشهادةُ الاثنين كافيةٌ، ولأنَّ الجَمْعَ إذا كان أكثرَ يكون مُعاوَنةَ بعضهم بعضًا أكثرَ، وفضْلُ صلاة الجماعة أيضًا أكثر، فخمسةٌ خيرٌ من أربعة، وكذلك كلُّ جماعةٍ خيرٌ ممن أقلُّ منهم، ولم يكونوا خيرًا ممن فوقَهم.
وقال الزَّيْدَانيُّ : جميع قرائن الحديث دائرة على الأربع، واثنا عشر ضعفاً أربع، ولعل الإشارة بذلك إلى الشدة والقوة واشتداد ظهرانيهم تشبيهاً بأركان البناء؛ ولذلك قال لوط عليه السلام: {أَوْ آوِي إلي رُكْنٍ شَدِيدٍ} فهو أبلغ من قوله تعالي: {كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} لأن البنيان إنما يشتد بالأركان وأركان العبادات جوانبها التي عليها مبناها وبتركها بطلانها.
ـــــــــــــــ
المفاتيح في شرح المصابيح - الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ (4/ 384)
مسند الإمام أحمد (4/ 419)
شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن - شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (8/ 2686)

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة  :
فلولا اتّقاء الله قلت مقالة ... تسير مع الرّكبان أبردها يغلي
أبن لي فكن مثلي أو ابتغ صاحبا ... كمثلك، إني مبتغ صاحبا مثلي
ولا يلبث الأصحاب أن يتفرّقوا ... إذا لم يؤلّف روح شكل إلى شكل
البيان والتبيين (2/ 17)
الحيوان (7/ 94)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق