الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

ذل من يغبط الذليل


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ذل من يغبط الذليل
في المعرة يقولون : إلو ضهر لمن يستمر في منصب وكان استمراره مرهونا بداعمه ، فإن ذل سنده ، ذل وهان معه ، ومن المعلوم أن أقل صفات الذليل إظهار المودة لمن أذله؛ إتقاءً لشره أو استقطابا واستمرار مودته .
والمشكلة أن ترى من يحسد الذليل ويغبطه على ذلته ، لا ويتذلل له
مما شهدته في حياتي موقف لأحد المسؤولين في إدلب قال : مظهرا التواضع المتصنع وقد يبوأ المنصب لتوه .أنا منكم وفيكم لذا أستحي أن يقوم أحدكم بفتح باب السيارة لي وكان أحدهم قد فعل ذلك مع انحناءة الذليل ، بل شاري الذل بنفسه وماله . ولم يلبث أن قام فقام ( الزلمي ) ولن أقول الرجل فمعنى ( الزلمي الذليل اللئيم )، سريعا وبانحناء فتح باب السيارة مع ابتسامة ، كانت وسام ذله وعدم اعتراض من مُذله.
ولا زالت مشاهد الذل متكررة مع تبدل الوجوه ، يحلم هؤلاء بأماني قد تتحقق من خلالها .
ورحم الله المتنبي حيث قال :
ذلَّ من يغبط الذليل بعيشٍ ... رب عيشٍ أخف منه الحمام
كل حلمٍ أتـــى بغير اقتدارٍ ... حــجة لا جيءٌ إليها اللئام
والمصيبة أن تضطرك الحياة كي يتكرم ذليل بالعفو عنك لتصبح حينها أذل منه ، عافانا الله من موقف كهذا. وقد قيل :
عفو العزيز أعزّ له ، وعفو الذليل أذلّ له
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 282)
معجز أحمد (ص: 195)
شرح ديوان المتنبي للواحدي (ص: 124)
رسائل الثعالبي (ص: 28)
ما لم ينشر من الأمالي الشجرية – أبو السعادات الشجري(ص: 135)
معجز أحمد (ص: 195)
رسائل الثعالبي (ص: 28)
وما أجمل قول عنترة العبسي
حَكِّم سُــــيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ  ...  وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَــــاِرحَلِ
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِمــــــاً   ... وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي
وَاِختَر لِنَفســــِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ    ... أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مــــــِن آفاتِهِ    ... حِصنٌ وَلَو شــــَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ
مَــــــوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ  ... مِـن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
لا تَســــــقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ  ... بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
مــــــــاءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ   ... وَجَهَنَّمٌ بـــــِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق