الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

عْميل خير وزت بالبحر : مقولة نتداولها ومن توبة بشر الحافي رحمه الله نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
عْميل خير وزت بالبحر : مقولة نتداولها
ومن توبة بشر الحافي رحمه الله نتعلم
أن باب التوبة لا يغلق أمام أحد إلا من تعمد إغلاقه على نفسه
أن الكلمة التي نطلقها دون أن نفكر في أثرها قد تنقذ أحداً من عذاب الله وربما أغرقتنا وأغرقت سامعها في غضبه.
بشر الحافي أو الحارث ، كان أحد أمراء العراق وفي مدينة مرو في خراسان ولي البصرة وكان له قصر يلهو مع ندمائه ويتمتع بلذات الدنيا . ومرة كان بشرا يلهوه في داره وعنده رفقاؤه يشربون ويطيبون فاجتاز بهم رجل من الصالحين ( درويش كما يقال ) فدق الباب فخرجت إليه جارية فقال: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ فقالت: مبتسمة بل حر!. أما سمعت بأمير البصرة بشر بن الحارث ، وأغلقت الباب في وجهه
سمع بشر محاورتهما فسارع إلى الباب حافيا حاسرا وقد ولى الرجل فقال للجارية: ويحك! من كلمك على الباب فأخبرته بما جرى فقال: أي ناحية أخذ الرجل؟ فقالت: كذا.
فتبعه بشر حتى لحقه فقال له: يا سيدي! أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية؟ قال: نعم قال: أعد علي الكلام فأعاده عليه فمرغ بشر خديه على الأرض وقال: بل عبد! عبد! ثم هام على وجهه حافيا حاسرا حتى عرف بالحفاء. فقيل له: لم لا تلبس نعلا قال: لأني ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات.
ولعله بتوبة أحدنا تفريج عنا مما نحن فيه
ـــــــــــــــ
التوابين لابن قدامة (ص: 128)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق