صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الاغراق
في التفاصيل شكل من البلاء
وفي
المعرة عندنا يقولون : تعا شوف صرلو ساعة عبيحكي ، والشاطر بيفهم أشو بدّو
وقد
تكون المسألة لا تتعدى طلبا يمكن طرحه في بضع كلمات ، وكأن الإغراق في ذكر
التفاصيل ذات العلاقة بالموضوع أو البعيدة عنه سبب في الوصول للهدف .
ترى
من فترة مفكر إجي لعندك ، واليوم طلعت مستعجل صاحتلي أم الولاد . لوين رايح قلتلى طالع
على السوق ، قالت طيب كيف رايح من عدا جاكيت . والله لبست وطلعت شفتلك جارنا مشتري
خضرة ، سألتو الخضرة غالي اليوم واللا رخيصة .بشقد كيلو البندورة اليوم .ولسى ما
قطعت ، فطنت ما معي مفاتيح ، رجعت للبيت ، لقيت الولاد لسّا ما فاقوا ، فيفتون
ليروحوا على الشغل
وأنت
صامت مستغرب .ترى ماذا يريد ؟
ويتابع
صارت الشاي . وتجيب تكرم . وأنت تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
يأخذ
مقعده في مكان عملك . ويتكرم عليك ليفيدك بسر قدومه . فيقول شفتك أمس بحارتنا قلت
لمر عليك واسألك خير إن شا الله . وتحتاط أنت من ذكر السبب ، فلو ذكرته ، وحتى لو قلت
صدفة . أغرقك بتفاصيل أخرى
قال
ابن الأعرابي: قال معاوية بن أبي سفيان لصحّار بن عياش العبديّ . ما هذه البلاغة
التي فيكم؟ قال: شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا. فقال له رجل من عرض
القوم: يا أمير المؤمنين، هؤلاء بالبسر والرطب، أبصر منهم بالخطب. فقال له صحار:
أجل والله، إنا لنعلم أن الريح لتلقحه، وأن البرد ليعقده، وأن القمر ليصبغه، وإن
الحر لينضجه.
وقال
له معاوية: ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز. قال له معاوية: وما الإيجاز؟ قال
صحار: أن تجيب فلا تبطئ، وتقول فلا تخطئ. فقال له معاوية: أو كذلك تقول يا صحار؟
قال صحار: أقلني يا أمير المؤمنين، ألا تبطئ ولا تخطئ.
البيان
والتبيين (1/ 98)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق