الجمعة، 26 أبريل 2019

الاغراق في التفاصيل شكل من البلاء


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الاغراق في التفاصيل شكل من البلاء
وفي المعرة عندنا يقولون : تعا شوف صرلو ساعة عبيحكي ، والشاطر بيفهم أشو بدّو
وقد تكون المسألة لا تتعدى طلبا يمكن طرحه في بضع كلمات ، وكأن الإغراق في ذكر التفاصيل ذات العلاقة بالموضوع أو البعيدة عنه سبب في الوصول للهدف .
ترى من فترة مفكر إجي لعندك ، واليوم طلعت مستعجل صاحتلي أم الولاد . لوين رايح قلتلى طالع على السوق ، قالت طيب كيف رايح من عدا جاكيت . والله لبست وطلعت شفتلك جارنا مشتري خضرة ، سألتو الخضرة غالي اليوم واللا رخيصة .بشقد كيلو البندورة اليوم .ولسى ما قطعت ، فطنت ما معي مفاتيح ، رجعت للبيت ، لقيت الولاد لسّا ما فاقوا ، فيفتون ليروحوا على الشغل
وأنت صامت مستغرب .ترى ماذا يريد ؟
ويتابع صارت الشاي . وتجيب تكرم . وأنت تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
يأخذ مقعده في مكان عملك . ويتكرم عليك ليفيدك بسر قدومه . فيقول شفتك أمس بحارتنا قلت لمر عليك واسألك خير إن شا الله . وتحتاط أنت من ذكر السبب ، فلو ذكرته ، وحتى لو قلت صدفة .  أغرقك بتفاصيل أخرى
قال ابن الأعرابي: قال معاوية بن أبي سفيان لصحّار بن عياش العبديّ . ما هذه البلاغة التي فيكم؟ قال: شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا. فقال له رجل من عرض القوم: يا أمير المؤمنين، هؤلاء بالبسر والرطب، أبصر منهم بالخطب. فقال له صحار: أجل والله، إنا لنعلم أن الريح لتلقحه، وأن البرد ليعقده، وأن القمر ليصبغه، وإن الحر لينضجه.
وقال له معاوية: ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز. قال له معاوية: وما الإيجاز؟ قال صحار: أن تجيب فلا تبطئ، وتقول فلا تخطئ. فقال له معاوية: أو كذلك تقول يا صحار؟ قال صحار: أقلني يا أمير المؤمنين، ألا تبطئ ولا تخطئ.
البيان والتبيين (1/ 98)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق