من هو الخسيس هو من يكذب أهله وفي المعرة عندنا يقولون : مال الخسيس بروح فطيس .

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من هو الخسيس

هو من يكذب أهله

وفي المعرة عندنا يقولون : مال الخسيس بروح فطيس .

والسر في المقولة أن الخِسَّةُ: انحطاط القَدْرِ والمنزلة. والخسيس لئيم وبخيل

ومن الناس من هو بالخسة غارق حتى قرم أذنيه ، وكيف لا يكون خسيسا وهو يظهر نفسه بين الناس رائداً يشير للخير وهو يعلم أنه يرشد أهله ومن افترض أن يُحِبَ للتهلكة . ولقد ذكر الله هؤلاء في كتابه . قال الله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ سورة إبراهيم .لقد قادوا الناس إلى الهلاك وقد كانوا بنعمة . ولو أنهم أشاروا عليهم بالصدق وهم أدرى الناس به لأنقذوا أنفسهم ومن اتبعهم . منهم جَبَلَةُ بْنُ الْأَيْهَمِ، ومِنَ اتبعه من الْعَرَبِ، لَحِقُوا بِالرُّومِ. وتركوا الخير في اتباع دين الله .

والمشكلة لا تتوقف عند من قاد وعدّ نفسه رائداً في أهله . بل المشكلة فيمن اتبع فهو وأغلق عليه عقله وسد أبواب التفكير على نفسه وسلم أمره لمن يقوده وقد قيل : لا يصبر على الخلّ إلّا دوده. أي: لا يقيم على الخسيس إلّا من كان من جنسه.

ومما قيل في الأخسّاء . فمن شعر محمد بن زياد رحمه الله

وأرفع نفسي عن نفوس وربّما ... تذلّلت في إكرامها لنفوس

وإن رامني يوما خسيس بجهله ... أبى الله أن أرضى بعرض خسيس

ولجحظة غفر الله له :

لقد أصبحت في بلد خسيس ... أمص به ثماد الرزق مصا

إذا رفعت مسناة لوغد ... توهم جوده ما ليس يحصى

والعاقل من ميّز الطيب عن الغث

ولربما كان الأخسّاءُ سر ما نحن فيه من بلاء