الجمعة، 26 أبريل 2019

كنّا أيام الجامعة وفي دمشق الحبيبة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كنّا أيام الجامعة 
وفي دمشق الحبيبة
وكانت أيام ربما تعود ولكني لا أظنها تعود بالشكل الذي كانت عليه
الزمن بداية السبعينات من القرن الماضي حيث بدأت دراستي الجامعية 
لارتفاع عدد الطلبة فقد كانت المحاضرات لطلاب كلية الآداب تلقى خارج سور الجامعة مقابل كلية الحقوق والشريعة وفي براكات من التوتياء . نقلنا بعد بداية العام إلى المبنى الجديد على يسار أوتوستراد المزة وكانت كلية الآداب الأولى التي تفتح في المقر الجديد .مقابل المدينة الجامعية .
كان من القدر أن كنت أحد الطلبة الذين أسعفهم الحظ بالسكن بالمدينة الجامعية والتي كانت عبارة عن وحدتين الشرقية من عشر طوابق للذكور والأخرى الغربية للإناث من ستة طوابق مع فاصل كاف بين الاثنتين لا يمكنك تجاوزه .
سنة واحدة لن أنساها .غرف متسعة ومنظمة فالقبلية لطالبان والشمالية لطالب واحد فقط ومن صمم البناء جعل انحدار الدرج لطيف فالدرجة الواحدة لا يزيد ارتفاعها عن 8سم في حين أعطيت عرضا يزيد على 60سم حتى لا يكون بمقدور الطالب الصعود بسرعة . مع وجود مصعدين يتسع الواحد لعشرة طلاب ولا أذكر أني وجدت أحدهما معطل.
في السابعة صباحا عليك الاستيقاظ فمستخدم الجناح سيقوم بتنظيف الحجرة وتعطيرها
أن تغسل ثيابك فالسترة بعشرة قروش . والبدلة بربع ليرة سورية .
حدائق المدينة منظمة وفي غاية الروعة ولها من العناية ما يكفيها . ملعب للكرة القدم وملعبين للتنس يرشان بالماء ويمهدا ن باكرا . وملعبان لكرة الطائرة ولازلت أذكر أن عدد من أساتذة الجامعة كانوا ومنذ السادسة يمارسون أشكالا للرياضة كالدكتور مفيد هواش – موفق شخاشيرو – والدكتورة هيام بيرق دار .
الطعام في المدينة مرتفع الجودة ورخيص السعر . واقع يمنح الطالب الهدوء والراحة وأجواء دراسية أنموذجية .
اجرة الطريق 7.5 ق . س بين الجامعة القديمة أو مركز المدينة وكنا نكذب على جابي الباص فنقول له موقف الفتالة وهو سابق للمدينة الجامعية لنوفر 2.5 .
كنت أدخن الحمراء وكان سعرها ليرة واحدة . ثم تحولت للمالبورو وكانت قيمتها 90 ق.س وبالتالي أوفر ثلاثين رحلة في الشهر الواحد ذهابا وإيابا للجامعة. انتقلت في العام المقبل للسكن في حي المجتهد مع ثلة من أبناء بلدي وزملاء كرام من مدينة حماة .
مدة وصولنا من المعرة إلى محطة الحجاز في دمشق بين السبع إلى 7.5 ساعة وأنت مضطر وغالبا للذهاب واقفا إلا إن أسعفك الحظ في حمص بنزول أحد الركاب. والأجرة 4 ليرات . وللمقارنة فسعر غرام من الذهب 15 سورية .
في سنة 1977م بدأت أمور وسائط النقل بالتحسن حيث بدأ عدد من سائقي التكسي في مدينة أريحا بالنقل إلى دمشق وبسعر 10 ليرات سورية وتكسي واحد من المعرة لعبد القادر البم وكان سائقه شحود الحرامي ورحم الله الأثنين .
في دمشق ظهر لأول مرة البولمان وعلى جسر فكتوريا وجوار فندق سمير أميس باسم ( نصار ) وكانت الأجرة 8 ليرات سورية وبدأنا نشعر باختصار الوقت مع الراحة التي فقدناها سنوات فالرحلة للمعرة لا تزيد عن ثلاث ساعات .
يا رب يسر لأهل سوريا عودة لأيام الأمن والأمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق