الجمعة، 26 أبريل 2019

قال شو صرت أنا فهمان وعلى مين على أبوي ، ومنيح ما ساويتا مع أمي رحمها الله تعالى


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قال شو صرت أنا فهمان
وعلى مين على أبوي ، ومنيح ما ساويتا مع أمي رحمها الله تعالى
في آذار تمر مناسبة التذكير بما للأم من فضل وليست المناسبة بعيد
دخلت الجامعة وكأني مذ طرقت بابها تحولت فجأة إلى أحد أئمة العلم ، وفي نهاية دراستي الجامعية علمت أن الجامعة تعطيك مفتاحا أو عدة مفاتيح وعليك أن تختار الباب المناسب لتدخله وتستنير بما مر معك .
مع الأسف كان إبليس يراودني ليقول لقد ملكت الثقافة يا هشام والحق أني لم أتمكن من شعرات ذنبها
كلى محاضرتين تلاتي ولقاء أو أكثر مع بعض علماء دمشق : قال وفكرت حالي صرت فهمان
رغبة ساورتني أن أثبت لوالدي رحمه أنني عدت مثقفا ، وأني أكثر علما منه
وعلى بساطة والدي وفي مناسبات عديدة ، أثبت لي أن الجهل يغمرني
مرة ذكرت فيما كتب فقلت كنت عنده في المحل نبهني فقال لي يا ابني ليش دايس على الجريدة حرام . رفعتها وأعدت قراءتها ومن جهلي قلت له يا أبي : ليك ما فيها آية من القرآن ولا فيها لفظ الجلالة . قال والدي : ليش مو بهل الأحرف كتب القرآن يا ولد
أسقطت في يدي
في دمشق تعلمت أنه لا يجوز لي إثبات الخطأ على والدي ، هذا إن أخطأ . قال يزيد بن أبي حبيب: (إيجاب الحجة على الوالدين عقوق) . يعني الانتصار عليهما في الكلام.
وتعلمت بأنه لا يجوز أن ينادى الأب باسمه ولا حتى بكنيته : كأن نقول : الحجي أو أبو فلان .
هذا بالنسبة للأب
أما الأم فمقامها مقدم على جميع خلق الله عدا الأنبياء
فَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... وَإِنَّ فَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقًا حَتَّى يَعُقَّ الرَّجُلُ وَالِدَتَهُ»
ونحنا منقول عن أمنا الحجي ، مع الأسف
نتكلم عنها ولو تكلمنا عن صديق لفخمنا الكلمة أكثر وانتقينا الكلام انتقاءً
روي أن أعرابياً حاملاً أمه في الطواف وهو يقول:
إني لها مطيةٌ لا أذعر ... إذا الركاب نفرت لا أنفر
ما حملت وأرضعتني أكثر ... الله ربي ذو الجلال أكبر
ثم التفت إلى ابن عباس، رحمه الله، فقال له: أتراني قضيت حقها؟ فقال: لا والله ولا طلقة من طلقاتها.
ولأم ثواب الهزانية تصف عقوق ابنها
وقالت أم ثواب الهزانية، من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، تعني ابنها:
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه ... أم الطعام ترى في ريشه زغبا
حتى إذا آض كالفحال شذبه ... أباره ونفى عن متنه الكربا
أنشا يخرق أثوابي ويضربني ... أبعد ستين عندي يبتغي الأدبا
إني لأبصر في ترجيل لمته ... وخط لحيته في وجهه عجبا
قالت له عرسه يوماً لتسمعني: ... رفقاً فإن لنا في أمنا أربا
ولو رأتني في نارٍ مسعرة ... من الجحيم لزادت فوقها حطبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بر الوالدين – ابن الجوزي(ص: 8)
الزهد لهناد بن السري (2/ 479)
الكامل في اللغة والأدب - المُبرد(1/ 192)

أباره :  فهو الذي يصلحه، يقال: أبرت النخل وأبرته خفيفة، إذا لقحته.
آض : عاد أو أصبح
نحر أعرابي جزوراً فقال لامرأته: أطعمي أمي منه. فقالت: أيها أطعمها؟ فقال: قطعي لها الورك. قالت: ظُوهرت بشحمة وبُطنت بلحمة، لا لعمر الله! قال: فاقطعي لها الكتف. قالت: الحاملة الشحم من كل مكان، لا لعمر الله! قال: فما تقطعين لها؟ قالت: اللحى ظوهرت بجلدة وبطنت بعظم. قال: فتزوديها إلى أهلك. وخلّى سبيلها.
وروي أن الحسن بن علي، رضوان الله عليه، كان يمتنع من مؤاكلة أمه، صلوات الله عليها، فسئل عن ذلك وهو ابن ست سنين. فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى لقمة تقع عينها عليها فأكون قد عققتها.
المحاسن والمساوئ - البيهقي(ص: 235)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق