صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
هل
نحن ممن يدفع الأذى عن الناس ؟ أم ممن يسوقه إليهم ؟ .
رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدوتنا
ومن
زوجتي رحمها الله تعالى رحمة واسعة ، وامرأة هولندية تعلمت
للأذى
أشكال وصور منها المعنوي كالنميمة مثلاً ، ومنها ما يكون ماديا بجعل وسط الشارع
مكبا لما تشاء من الأذى .
كنا
إذا خرجنا للنزهة كانت زوجتي رحمها الله ، تترك حرية الحركة للأولاد إلا التعدي
على جمال الطبيعة كقطع غصن شجرة . وهنا يكون موقفها صارما غير قابل للحياد .
وعند
العودة ، فلن يغادر أحد المكان وفيه أثر كأوراق الخس أو قشور الموالح . فكانت
نظافة المكان إيذانا بالعودة لنحمل معنا تلك المخلفات فنضعها حيث يجب أن توضع .
مع
زملائي في مدرسة الطبيب الشهيد حسن حسني الدمشقي . كنا نخرج بعد العصر وبشكل شبه
يومي عدا الجمعة ، إلى تلك القرية الجميلة دون حدود سرجيلا .
التقينا
فيها بزوار كُثر وغالباً ما كانوا أوروبيين . بعضهم كان يقبل دعوتنا على كوب شاي . ومن تلك الحالات أن اتجه
إلينا قائد الحافلة ، ومعه امرأة متقدمة ، ومن خلال الحديث وبالإنكليزية علمنا
أنها من هولندا .
بيدي
سيجارة وأنا أحدثها واذكرها بأن أجدادها الهولنديين الذين اقتطعوا مساحة هولندا من
البحر وقاموا باستصلاح الأرض وزراعتها .وخلال الحديث ألقيت عقب السيجارة خلفي . تغير
لون المرأة وتحدثت بغضب سألت مدرس اللغة الإنكليزية فقال : تقول لماذا تسيؤون
لجمال المكان بهذا الأذى . قائد الحافلة طلب مني استعادة ما ألقيت ، وبدوري اعتذرت
لها.
ترى
لماذا وفي مجالسنا نمتدح كل مظاهر النظافة حتى عند سوانا ، وفي واقعنا نغرق وسط
شوارعنا بما يؤذي الناس
وترى
أصحاب المحلات شأنهم دفع الأذى لوسط الشارع
.
النظافة
ليست مسؤولية الدولة ، بل لا بد من تعاون الأفراد معها .
وأنهي
بحديث النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث أبو برزة، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ .قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئا أنتفع
به، قال: «اعزل الأذى، عن طريق المسلمين»
ــــــــــــــــ
صحيح
مسلم (4/ 2021)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق