الجمعة، 26 أبريل 2019

هل نحن ممن يدفع الأذى عن الناس ؟ أم ممن يسوقه إليهم ؟ .


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
هل نحن ممن يدفع الأذى عن الناس ؟ أم ممن يسوقه إليهم ؟ .
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدوتنا
ومن زوجتي رحمها الله تعالى رحمة واسعة ، وامرأة هولندية تعلمت
للأذى أشكال وصور منها المعنوي كالنميمة مثلاً ، ومنها ما يكون ماديا بجعل وسط الشارع مكبا لما تشاء من الأذى .
كنا إذا خرجنا للنزهة كانت زوجتي رحمها الله ، تترك حرية الحركة للأولاد إلا التعدي على جمال الطبيعة كقطع غصن شجرة . وهنا يكون موقفها صارما غير قابل للحياد .
وعند العودة ، فلن يغادر أحد المكان وفيه أثر كأوراق الخس أو قشور الموالح . فكانت نظافة المكان إيذانا بالعودة لنحمل معنا تلك المخلفات فنضعها حيث يجب أن توضع .
مع زملائي في مدرسة الطبيب الشهيد حسن حسني الدمشقي . كنا نخرج بعد العصر وبشكل شبه يومي عدا الجمعة ، إلى تلك القرية الجميلة دون حدود سرجيلا .
التقينا فيها بزوار كُثر وغالباً ما كانوا أوروبيين . بعضهم كان  يقبل دعوتنا على كوب شاي . ومن تلك الحالات أن اتجه إلينا قائد الحافلة ، ومعه امرأة متقدمة ، ومن خلال الحديث وبالإنكليزية علمنا أنها من هولندا .
بيدي سيجارة وأنا أحدثها واذكرها بأن أجدادها الهولنديين الذين اقتطعوا مساحة هولندا من البحر وقاموا باستصلاح الأرض وزراعتها .وخلال الحديث ألقيت عقب السيجارة خلفي . تغير لون المرأة وتحدثت بغضب سألت مدرس اللغة الإنكليزية فقال : تقول لماذا تسيؤون لجمال المكان بهذا الأذى . قائد الحافلة طلب مني استعادة ما ألقيت ، وبدوري اعتذرت لها.
ترى لماذا وفي مجالسنا نمتدح كل مظاهر النظافة حتى عند سوانا ، وفي واقعنا نغرق وسط شوارعنا بما يؤذي الناس
وترى أصحاب المحلات شأنهم دفع الأذى لوسط الشارع  .
النظافة ليست مسؤولية الدولة ، بل لا بد من تعاون الأفراد معها .
وأنهي بحديث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  حدث أبو برزة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  .قال: قلت: يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به، قال: «اعزل الأذى، عن طريق المسلمين»
ــــــــــــــــ
صحيح مسلم (4/ 2021)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق