الجمعة، 26 أبريل 2019

فلان نقاق أو فلان النقاقة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
في المعرة عندنا يقولون : فلان نقاق أو فلان النقاقة
وفرق كبير بين المثابرة وهي مندوبة ، والإلحاح وقد يكون مذموم.
وكثير ما أورث الإلحاح خراب البيوت ، فللطلب وقته وشروطه
فعن المثابرة ذُكر عن الكسائي إمام أهل الكوفة في النحو أنه طلب النحو فلم يتمكن، وفي يوم من الأيام وجد نملة تحمل طعامًا لها وتصعد به إلى الجدار وكلما صعدت سقطت، ولكنها ثابرت حتى تخلصت من هذه العقبة وصعدت الجدار، فقال الكسائي: هذه النملة ثابرت حتى وصلت الغاية، فثابر حتى صار إمامًا في النحو.
أما الإلحاح فلا يصلح ولا يحمل إلا على الله عز وجل. قال مؤرق العجلي: سألت ربي حاجة عشرين سنة، فما انقضت لي ولا يئست منها.
وقد قيل من زاد في الطلب عن ثلاث فهو ملح ورحم الله من قال :
تأني على وعد الكرام فربما ... حملت من الإلحاح سمحا على البخل
ومن قال :
متى أحوجت ذا كرم تخطى ... إليك ببعض أخلاق اللئيم
ومن قال :
ولا يغررك طول الحلم مني ... فما أبدا تصادفني حليما
وحتى أن الله جلّ في عُلاه ألمح للصحابة رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ ،لترك الإلحاح فقال تعالى : ..وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖهُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ .. أي ولا تلحوا. فالرجوع هُوَ أَزْكى لَكُمْ عما لا يخلو الإِلحاح والوقوف على الباب عنه من الكراهة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآداب النافعة بالألفاظ المختارة الجامعة – مجد الملك (ص: 36)
بهجة المجالس وأنس المجالس - النمري(ص: 69)
تفسير البيضاوي = أنوار التنزيل وأسرار التأويل (4/ 104)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق