الجمعة، 26 أبريل 2019

قالوا : الأقارب والدواء تحتاجهم في اليوم العسير


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قالوا : الأقارب والدواء تحتاجهم في اليوم العسير
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: مر ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا. وقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَيْسَ الْوَصْلُ أَنْ تَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ، ذَلِكَ الْقَصَاصُ، وَلَكِنَّ الْوَصْلَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ» .
وقالوا قديما : الأقارب هم العقارب
وقالوا أيضا : صلَة الرَّحِم تخفف الْحساب
حَدث مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ كلامٌ فِي صدر يَوْم، فأغلط فِي الْقَوْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، ثُمَّ افْتَرَقَا وَرَاحَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَالْتَقَيَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ: كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَالَ: بِخَيْرٍ، كَمَا يَقُولُ الْمُغْضَبُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أمَا عَلِمْتَ أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُخَفِّفُ الْحِسَابَ؟ فَقَالَ: لَا تَزَالُ تَجِيءُ بِالشَّيْءِ لَا نَعْرِفُهُ، قَالَ: فَإِنِّي أَتْلُو عَلَيْكَ بِهِ قُرْآنًا، قَالَ: وَذَلِكَ أَيْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَاتِهِ، قَالَ: قَوْلُ اللَّهِ عز وَجل: " الَّذين يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سوء الْحساب ".
قَالَ: فَلا تَرَانِي بَعْدَهَا قَاطِعًا رَحِمًا.
ومهما اختلفت الأقوال فنحن مأمورون بصلة الرحم فعن أبي هريرة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} سورة محمد: 23.
ومن قول قحطان بن هود
وواصلْ ذوي القُربى وحطهُمْ فإنَّهم ... ملاذُكَ إن حامتْ عليكَ البواهظُ
وقد يتأذى المرء من أقربائه فهم نقطة قوة وقد يكونون نقطة ضعف في حياته
قال النعمان بن بشير  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  :
إذا متّ ذو القربى إليك برحمه ... وغشّك واستغنى فليس بذي رحم
ولكنّ ذا القربى الذي يستخفّه ... أذاك ومن يرمي العدوّ الذي ترمي
وقال الطائي  :
ذو الودّ منّي وذو القربى بمنزلة ... وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي ... فهم وإن فرّقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت ... أبداننا بشام أو خراسان
وقال محمد بن أبان اللاحقي معاتبا ذوي قرابة له :
لولا أواصر قربي لست نحفظها ... ورهبة الله فِي مولىً يعاديني
إذاً بريتك برياً لا انجبار له ... إني رأيتك لا تنفك تبريني
إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها ... إن كان أغناك عني سوف يغنيني
ألله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني
ماذا عَلَى وإن كنتم ذوي رحمي ... ألا أحبكم إذ لم تحبوني
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعاً ترويني
ـــــــــــــــــــ
أمالي القالي (1/ 256)
وصايا الملوك - الخزاعي(ص: 1)
صحيح مسلم (4/ 1980)
جامع معمر بن راشد (10/ 438)
عيون الأخبار - الدينوري(3/ 11)
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي - النهرواني (ص: 233)
العقد الفريد (2/ 176)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق