الجمعة، 26 أبريل 2019

بين الاعتدال والتجاوز مسافة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الاعتدال والتجاوز مسافة
وقد قيل : إن عظمة النفس البشرية في قدرتها على الاعتدال ، لا في قدرتها على التجاوز
ولا أقصد بالاعتدال الاستقامة ، فليس كل مستقيم داخل في دائرة الاعتدال . فالأرض حين تكون في نقطة الاعتدال أن في الربيع والخريف تكون أقرب ما يمكن للشمس . أما في الصيف والشتاء فتكون أبعد ما يمكن عنها. فهل من الاعتدال أن في وسط من حيث المسافة بين الربيع والشتاء . فلو حدث ذلك لانعدمت الفصول .
كذلك فالأرض لا تدور حول الشمس باستقامة . بل إن حركتها للناظر من الفلك في من العجب وكأن الاعتدال في تلك الحركة مفقود . فأي خلل يحدث يدخل في دائرة التجاوز . وكما أن لنا في الاعتدال مصلحة حياتية ، لنا في التجاوز مصلحة أيضا ، فالعفو تجاوز عن إيقاع العقوبة مثلا .
الصدق اعتدال ، والكذب تجاوز ، وهناك مَن ، مِن طبعه الكذب وحينها يكون الصدق شكل من التجاوز
بر الوالدين اعتدال ، والعقوق هو التجاوز . والعاق يرى العكس فيجعل من العقوق اعتدالا
حب الوطن اعتدال وطبع ، بل إن الموت في سبيله اعتدال . وهناك من يرى الاعتدال في خراب وطنه وأنه شكل من الاعتدال
أن أنتصر عليك اعتدال . وأن أهزمك اعتدال عند
أما أن تنتصر علي وتهزمني فهذا هو التجاوز .حتى وإن كنت أنا على حق ، وكنت أنت على باطل بميزان الثوابت الإنسانية . فالاعتدال بالنسبة إليك القضاء علي.
يا رب ارفع البلاء عن سوريا وأهل سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق