الجمعة، 26 أبريل 2019

الوشاية منزلَة بَيْنَ الْخِيَانَة وَالْإِثْم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الوشاية منزلَة بَيْنَ الْخِيَانَة وَالْإِثْم
ومن زياد بن أبيه نتعلم
فالوشاية من أوجه إغلاق أبواب الفرج
هدية مجانية يقدمها ضعفاء النفاس ، لغاية يُحَسِّنُها لهم إبليس
كسب ود  مزعوم
أو لحسد اعتلج في النفس تجاه فرد أو مجتمع
والواشي هو الماحل وهي مأخوذة من المحل أي القحط فإن كثر الواشون عم القحط البلاد والعباد
وليعلم هواة الوشاية أنهم مكشفون حتى تجاه من نمّوا إليه بالوشاية
ولطالما سود الله وجوه الوشاة
حَدَّثَنَا ابْن دُرَيْد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِم، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو الْحَسَن الْمَدَائِنِي، قَالَ: وَشَى واشٍ بِعَبْد اللَّه بْن هَمّام السّلُولي إِلَى زِيَاد أَنَّهُ هجاك فَقَالَ زِيَاد: أجمع بَيْنك وَبَينه؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبعث زِيَاد إِلَى ابْن همام فجيء بِهِ فَأدْخل الرَّجُل بَيْتا، ثُمَّ قَالَ زِيَاد: يَا ابْن همام! بَلغنِي أنَّكَ هجوتني، قَالَ: كَلا أصلحك اللَّه مَا فعلت، وَلَا أَنْت لذَلِك بِأَهْل، قَالَ: فَإِن هَذَا أَخْبرنِي - وَأخرج الرَّجُل - فَأَطْرَقَ ابْن همام هنيهة، ثمَّ أقبل على الرجل فَقَالَ:
وَأَنت امْرُؤ إِمَّا ائتمنتك خَالِيا ... فخنت، وإمّا قلت قولا بِلَا علم
فَأَنت من الْأَمر الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... بمنزلةٍ بَيْنَ الْخِيَانَة وَالْإِثْم
فأعجب زيادا جَوَابه، وأقصى السَّاعِي وَلم يقبل مِنْهُ.
وعندما سمع زياد ما قاله ابن همام ، خلع على ابن همام الخُلَع، ولم يعاقب الواشي، وفي هذا إشارة إلى ارتياح الحكام لمن ينقل إليهم، وأن آذانهم قد أخذتْ على ذلك وتعوَّدَتْ عليه.
ـــــــــــــــــــــــ
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (ص: 62)
أمالي القالي (2/ 46)

ورحم الله عبد الصمد بن المعذّل حيث قال في هؤلاء :
عذرك عندي لك مبسوط ... والذنب عن مثلك محطوط
ليس بمسخوط فعال امرئٍ ... كل الذي يأتيه مسخوط
سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (1/ 606)
أدب الخواص (ص: 77)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق