الأحد، 15 أبريل 2018

شتَّ بي يومًا خيالي تحت ضغط الأمنياتْ


شتَّ بي يومًا خيالي تحت ضغط الأمنياتْ ..
تحت سيلٍ من مآسٍ كالبحارِ الهائجاتْ..
تحت أكداسِ المظالمِ والهزائمِ والشتاتْ
فتلمّستُ خيالاتي .. لأني قد يئستُ من سراجٍٍ في بحارِ الظلماتْ..
وتذكّرتُ قريشاًَ “هُبلاً ” و ” مناةٍ ” ثم “لات”..
عندما قد أيقنوا من أنها .. ليس إلا تُـرّهاتْ ..
عندما قد شاهدوا نورًا حقيقيا أزاح الظلماتْ….
ركلوها .. كسرُوها … جعلوها كالفتاتْ ..
إنَّ أصنامًا عبدناها دهورًا أدخلتنا في سُباتْ !!.
سحقتنا سُـرَف الظلم التي … لم تزلْ فوق ربانا دائراتْ ..
رغم أنواع المهاناتِ: تشبثنا ب (لاتٍ) وتوددنا إلى (العُـزّى) وقـدّسنا (مناةْ)…
فقريشُ الجاهليةِ أبصرت بعد العمى … نهضت بعد السُباتْ ….
والآن,,العقولُ الراقيات: نورُها أضحى ظلامًا .. فعلُها أمسى كلامًا
عيدها ظل صيامًا… جَـمْعُها أضحى شتاتْ
العقولُ الرقيات .. العقولُ المؤمنات .. أعطتِ المِقْـوَدَ أولاد الزناةْ ….
تحت هذا الضغط قد شتَّ خيالي ..
فتخـيّلتُ الحبيبَ المصطفى غاضبًا من كل ما يجري على سُوحِ الحياةْ
ما تركنا أحدا يرضى بمنهاج الطغاة !!،، ما تركنا مؤمناً يرضى من العيش الفتاتْ
ألفُ سُحقٍ .. ألف سُحقٍ .. للذين استبدلوا منهاجنا بالسفسطاتْ
قال: يا فاروق قُـم وانظر إلى أحوالهم !! أهؤلاء أمتي.. إنَّ قومًا عندهم هذي الصفات
يوشكُ اللهُ بأن يأخذهم أخذ عادٍ وثمودٍ والطغاةْ
خرج الفاروقُ كي ينظرَ أحوال الرعيّة ..
لم يُهيّء لحمايتهِ سريّة
..
معه خادمه ..لولا مهابته الجليّة: ما عرفنا أيّهم حادي الحُداةْ
أيها الموتى هلمّوا وانظروا حيًا تظنونه ماتْ …..
ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
فرأى قصرًا منيفا لم تكن تبدو إليه الشرفاتْ
حوله سدٌ من الصيدِ الأًباةْ ..
الصناديد الرماةْ ..
ثم سد القاذفات ..
ثم سد الراجمات ..
ثم سد الطائرات
قال ما هذي الأمورُ المُحدثاتْ ؟؟
قال: يا مولاي عذراً هكذا صارت مقرات الولاةْ….
هكذا صارت مقرات الولاة؟؟؟!! والرعيةُ كيف يلقون القضية؟
كم من الأيامِ يحتاجُ الذي يبغي وصولًا للولاة؟؟!
قال: يا مولاي عشراتٌ بل مئات !!
عشراتٌ بل مئات ؟؟؟!!
أعطني سيفي لكي تُمحي الرؤوس العفناتْ ..
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليّ.. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
شاهدوا بعض البنايات الأنيقةْ .. حولها أبهَى حديقةْ .. يختلي فيها صديقٌ وصديقةْ.
غضب الفاروق قال: إنها حقاً مغاني للتفاهات السحيقة..
قال: يا مولاي بل هذي فنادقْ .. أحدثوها ضد أخدود الخنادقْ
..
أحدثوها كي يصمّون بها الآذان عن صوت البنادق
أعطني سيفي لكي تُمحى ينابيعُ البوائق
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليّ .. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
أنساءٌ سافرات؟!! وشبابٌ سائبون؟!! فتياتٌ سائبات؟!! كاسياتٌ عارياتْ ؟!! مائلاتٌ مميلات؟!!
إن سيماهم غريباتٌ عَليّ!
أعطني سيفي لكي تُمحى رقاب الجاهلية..
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليّ.. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
فرأى طابور ناسٍ بنظامٍ وثباتْ
سأل الخادمَ ، ماذا يفعلون ؟ علَّها أشياءُ أمْـلتها تراتيبُ الحياةْ…..
قال: يا مولاي هذي (سينما)..
ما اسمها؟!! عِـدها عَـليّ!!
قال:هذي (سينما) قد أحدثوها بُغية تعميم أفكار البغاة
..
بُغية تهديم أفكارالبناةِ والدعاةْ
..
بُغية تسميم أفكار الرعية والرعاةْ
أعطني سيفي لكي تُمحى الرؤوس العفناتْ
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليّ.. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
فرأى حانوت بيعٍ، ما القضية ؟؟! إنهم يزدحمون … هل يبيعون تموراً يثربية؟؟!
فأجاب بكلامٍ نبراتِ الحزن في طياته جدا جلـيّةْ….
قال يا مولاي ذمّيٌّ يبيعُ الخمر في تلك الربوع الأحمدية ؟؟!
في الربوع الأحمدية ؟!!
أعطني سيفي لكي أمحي رؤوس الجاهلية
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليّ.. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
ما هناك؟ قال: هذا مصرفٌ يعطي قروضًا رِبوية!؟!
ربوية !!؟ استحلوا الحرماتْ !؟؟… استحلوا الموبقات ؟!… استحلوا المهلكات؟!
وهناك؟ قال: وكرٌ للزناةْ .. وهناك؟ قال:ملهى للبغات ..
وهناك؟ قال: تلك دار للقضاةِ ومحامٍ لدفاعٍ ومحامٍ لهجومٍ
وزوايا خافياتٍ فيها تُجبى الرشواتْ ..
وهناك ؟ قال:هذي جامعاتٌ من بنين وبناتْ ..
وهناك؟ قال:خلقٌ قد أضاعوا الصلوات وغدا يلقون غـيّا..
قال أعطني سيفي لكي تُمحى الرؤوس الجاهلية
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليَّ.. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
ما الذي حل بهذي الثكناتْ ؟
هي أمراضٌ ثلاثْ: الكروشُ .. والقروشُ .. والعروشْ..
هي آفاتٌ ثلاثْ : النفوسُ .. والفلوسُ .. واتّباع الشهواتْ..
ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
فرأى جمعًا غفيرًا .. طرحوا أمرًا خطيرًا ..
قال اقترب منهم فهم يأتمرون عـلَّهم رأس الخلاص..
استمع فيهم فهم مجتهدون يهتفون بحماس..
أنصت الخادم مشواراً طويلاً … هَـزَّ رأسًا متعباً جداً ثقيلاً..
قال: يا مولاي لم أسمع سوى (قالَ وقيلا)
قائلٌ: (أنت درويشٌ مع الدُّفّ تجول )
قائلٌ: (أنت وهابي.. أنتم لا تحبون الرسول)…
(
وأخو مُرّةَ *.. بين الجمع مسرورٌ  يجول)
قائلٌ: (أنت أذانك بدعة )
قائلٌ: (أنت أنكرت علينا سُنة الجمعة )
قائلٌ: (أنت دومًا تحملُ مسواكاً طويل)
قائلٌ: (أنت ذو علمٍ وذو فقهٍ قليل )…
(
وأخو مُـرّة *.. بين الجَمْع مسرورٌ يميل)
ما الذي نجنيه من هذا العويل ؟؟؟!
ببغاواتٌ وأصداءٌ لذي الخُبث الأصيل!
وأصولُ الدين تعصفها رياح الخبث عصفاً
يا أخي
واحمرّت الآفاقُ نزفاً ويكاد اللهُ أن يخسفَ بنا الأرض خسفاً
والعقول التافهات: حرَّمت بيع الصخول .. حللت لحم العجول ..
قال: اعطني سيفي لكي تُمحى تخاريف العقول
قال: يا مولاي زِد صبرًا عليّ.. ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ يتلفّت
أين أفواجُ الدعاة؟؟
أين من قد غـيّروا مجرى الحياة؟!
أين أهلُ العلم ؟ أهل الباقيات الصالحات ؟!!!
قال يا مولاي هم كُـثرٌ ولكن: نصفهم عند البلاط !! يجمعون المكرماتْ !
ربعٌ ألجمه الخوف لجامًا و تلا آية {لا تلقوا بأيديكم …} فماتْ..
نصفُ ربعٍ يملؤون المكتبات ببحوثٍ راقياتْ !!…
نصفُ ربعٍ قد تلاشى صوتُهم في هدير المنكراتْ ..!!
قال: ضاقت الأنفاسُ فلنخرج إذاً نحو الفلاةْ
ومضى يمشي يجوبُ الطرقاتْ
نظر الفاروقُ فرأى سيطراتٍ وحدودا فاصلات ..
قال: مَن بناها؟؟!
قال يا مولاي أفواجُ الغزاةْ
مَـن غزانا: ؟! عابدو عُـزَّى ولاتْ!!؟
قال: لا.. بل كل الطغاةِ والزناةِ والعراةِ … فاستباحوا الحرماتْ
قال : سحقاً…لا حدود…..لا حدود….لا سدود..
خذني نحو القدس مشتاقٌ إليها .. حيث مسرَى سيّدي خيرُ الوجود ..
وأنا يومًا تسلّمتُ مفاتيحَ المدينةِ .. عندما كنا جنود.. عندما كنا أسود..
فأجاب بدموعٍ انهمرت فوق الخدود
قال: يا مولاي تحكمها اليهود!!
اليهود؟؟!!..
اليهود؟؟!!..
الخنازيرُ القرود؟!!
أين عشاقُ الجهاد ؟!
أين أرتالُ الغزاة؟….
أين من كانوا خفافا .. كلما سمعوا حَيْعَلةُ طاروا إليها بثبات ..؟!
كيف ناموا ؟!!.. كيف صَلّوا ؟!.. كيف قاموا ؟!..ويهودُ الغدرِ في المسرَى أقاموا ؟!!!
قال: يا مولاي قد ذاعوا بياناً.. شجبوا واستنكروا ثم أدانوا
صرخ الفاروقُ: أهلك اللهُ مدينا ومدانا
ثم ماذا؟!
ثم فـوّضنا (حنان) لتعيدَ العتبات ..
مَـن حنان؟.. قال: هي امرأةٌ قد سيّدوها يوم أن غاب النحاريرُ الكُماةْ ..
صرخ الفاروقُ..واهٍ للرجال
أتعيدُ المسجد الأقصى حنان؟؟! أتعيدُ المسجد الأقصى نساء ؟! أيُّ ذلٍ وهوانٍ قد علانا؟!
ثم ماذا ؟!
ثم ألهتنا تصاريفُ الحياةْ
..
ثم نمنا بسبات
..
واغتنمنا عالم الرؤيا فحررنا جميع العتباتْ
..
وكتمنا خبر التحرير سرًا ..
حيث ممنوعٌ علينا كل رؤيا تُغضبُ أولادَ الزناةْ….
رجع الفاروقُ مهمومًا إلى خير البريّة..
يا رسول الله..
أَدرِك أمةً قد تردّت في ظلام الجاهلية.
************
الشاعر محمد سعيد الجميلي العراق ))


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق