الجمعة، 6 أبريل 2018

ولغتنا هي شرفا ومن سيف الدولة الحمداني نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ولغتنا هي شرفا
ومن سيف الدولة الحمداني نتعلم
أنه من قدر على كتابة : عليكن ، قادر على كتابة عليكم
ومن قدر على كتابة : نشا الله ، قادر على كتابة إن شاء الله
ومن من قدر على قول ربي يخليك ، أو يخليكن ، قادر على قول يديمك أو يحفظك
قال الحسن بن خالويه النحوي : دخلت على سيف الدولة ، فلما مثلت بين يدية قال لي : اقعد ولم يقل اجلس ، فعلمت بذلك معرفته بعلم الأدب وذلك أن المختار أن يقول للقائم اقعد وللنائم أو الساجد اجلس . لأن العقود الانتقال من علو إلى أسفل ولذلك يقال لمن أصيب برجله مقعد والجلوس الانتقال من سفر إلى علو ولذلك قيل اجلس
وكان الطبري يقول كنت يوما بين يدي سيف الدولة بحلب فدخل عليه ابن عم له فاستبطأه الامير وقال له أين كنت اليوم وبم انشغلت فقال ايد الله مولانا حلقت رأسي وأصلحت شعري وقلمت اظفاري فقال له قلت أخذت من اطرافي كان أوجز وابلغ
ومن النوادر اللطيفة أن ورد أبو نصر الفارابي إلى دمشق على سيف الدولة بن حمدان وهو إذ ذاك سلطانها قيل إنه لما دخل عليه وهو بزي الأتراك وكان ذلك زيه دائماً وقف فقال له سيف الدولة أجلس فقال حيث أنا أو حيث أنت فقال حيث أنت فتخطى رقاب الناس حتى انتهى إلى مسند سيف الدولة وزاحمه فيه حتى أخرجه عنه وكان على رأس سيف الدولة مماليك وله معهم لسان خاص يساورهم به فقال لهم بذلك اللسان إن هذا الشيخ قد أساء الأدب وإني سائله عن أشياء إن لم يعرفها أخرجوا به فقال له أبو نصر بذلك اللسان أيها الأمير اصبر فإن الأمور بعواقبها فعجب سيف الدولة منه وعظم عنده ثم أخذ يتكلم مع العلماء والحاضرين في كل فن فلم يزل كلامه يعلوا وكلامهم يسفل حتى صمت الكل وبقي يتكلم وحده ثم أخذوا يكتبون ما يقوله فصرفهم سيف الدولة وخلا به فقال له هل لك في أن تأكل قال لا قال فهل لك أن تشرب قال لا فقال هل تسمع قال نعم فأمر سيف الدولة بإحضار القيان فحضر كل ماهر في الصنعة بأنواع الملاهي فخطأ الجميع فقال له سيف الدولة هل تحسن هذه الصنعة قال نعم ثم أخرج من وسطه خريطة ففتحها فأخرج منها عيدانا وركبها ثم لعب بها فضحك كل من في المجلس ثم فكها وركبها تركيباً آخر فبكى كل من في المجلس ثم فكها وغير تركيبها وحركها فنام كل من في المجلس حتى البواب فتركهم نياما وخرج. وهو الذي وضع القانون وكان منفرداً بنفسه لا يجالس الناس وكان مدة إقامته بدمشق لا يكون غالبا إلا عند مجتمع المياه أو مشتبك الرياض وهناك يؤلف كتبه وكان أزهد الناس في الدنيا لا يحتفل بأمر مسكن ولا مكسب وسأله سيف الدولة في مرتب من بيت المال فقال يكفيني أربعة دراهم ولم يزل على ذلك الى أن توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة بدمشق وصلى عليه سيف الدولة وأربعة من خواصه وقد ناهز ثمانين سنة ودفن بظاهر دمشق خارج الباب الصغير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج1 ص 257
رسائل الثعالبي (ص: 81)
ثمرات الأوراق في المحاضرات - الأبشيهي(1/ 97)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق