الجمعة، 6 أبريل 2018

الْغَيْبَة جهد الْعَاجِز


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قَالَ الْمبرد: الْغَيْبَة جهد الْعَاجِز.
لقد فقد حتى الأحلام السعيدة ، فلا أسهل من أن يغتاب
قيل ومتى يصبح الرجل عجوزاً ؟ : قالوا حين تحل الأعذار محل الآمال
وحينها شأن هؤلاء انتظار الرحمة وذلك منتهى الأمل ، هذا إن وجدوا من يرحمهم
والنتيجة
اليوم يرحمنا من كان يغبطنا ... واليوم نتبع من كانوا لنا تبعا
وكلنا يعلم أن العجز ليس قرينة على تقدم العمر
ـــــــــــــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (7/ 84)
البيان والتبيين – الجاحظ (3/ 122)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
السمكات الثلاثة
زعموا أن غديراً كان فيه ثلاث سمكاتٍ: كيسةٌ وأكيس منها وعاجزةٌ؛ وكان ذلك الغدير بنجوةً من الأرض لا يكاد يقربه أحدٌ وبقربه نهر جارٍ. فاتفق أنه اجتاز بذلك النهر صيادان؛ فأبصرا الغدير، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما فيصيدا ما فيه من السمك. فسمع السمكات قولهما: فأما أكيسهن لما سمعت قولهما، وارتابت بهما، وتخوفت منهما؛ فلم تعرج على شيءٍ حتى خرجت من المكان الذي يدخل فيه كليلة الماء من النهر إلى الغدير. وأما الكيسة فإنها مكثت مكانها حتى جاء الصيادان؛ فلما رأتهما، وعرفت ما يريدان، ذهبت لتخرج من حيث يدخل الماء؛ فإذا بهما قد سدا ذلك المكان فحينئذٍ قالت: فرطت، وهذه عاقبة التفريط؛ فكيف الحيلة على هذه الحال. وقلما تنجع حيلة العجلة والإرهاق، غير أن العاقل لا يقنط من منافع الرأي، ولا ييئس على حالٍ، ولا يدع الرأي والجهد. ثم إنها تماوتت فطفت على وجه الماء منقلبة على ظهرها تارةً، وتارةً على بطنها؛ فأخذها الصيادان فوضعاها على الأرض بين النهر والغدير؛ فوثبت إلى النهر فنجت. وأما العاجزة فما تزلْ في إقبال وإدبار حتى صيدت.
كليلة ودمنة (ص: 120)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق