الأحد، 15 أبريل 2018

أراد ملك صقلية أن يسخر من ضعف أهل الإسلام ، أيام حروب الفرنجة


فتح مدينة الرها كان بداية فرج
أراد ملك صقلية أن يسخر من ضعف أهل الإسلام ، أيام حروب الفرنجة
فسخر الله منه
ربما كانت الرها المدينة الوحيدة التي استدعى أهلها الفرنجة أو كما يقال ( الصليبيين ) وسمحوا لهم في امتلاكها لأن أكثر أهلها كانوا من الأرمن ، ثم آلت لأحد ملاعين الفرنجة جوسلين .
لقد امتد أذى جوسلين على مساحة بر الشام في وقت كان امراء الشام كل في هم نفسه وربما تحالفوا مع الفرنجة ضد بعضهم إلى أن قيض الله لأهل الشام والعراق عماد الدين زنكي الشهيد فحرر جزءا كبير من أرض الشام وكان تحرير الرها سد نافذة الأذى عن المسلمين من أهل الشام .
ففي سَنَةُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ  يقول ابن الأثير رحمه الله حُكِيَ أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ بِالْأَنْسَابِ وَالتَّوَارِيخِ قَالَ: كَانَ صَاحِبُ جَزِيرَةِ صِقِلِّيَةَ قَدْ أَرْسَلَ سَرِيَّةً فِي الْبَحْرِ إِلَى طَرَابُلُسَ الْغَرْبِ وَتِلْكَ الْأَعْمَالِ، فَنَهَبُوا وَقَتَلُوا ; وَكَانَ بِصِقِلِّيَةَ إِنْسَانٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ، وَكَانَ صَاحِبُ صِقِلِّيَةَ يُكْرِمُهُ وَيَحْتَرِمُهُ، وَيَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ، وَيُقَدِّمُهُ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْقُسُوسِ وَالرُّهْبَانِ ; وَكَانَ أَهْلُ وِلَايَتِهِ يَقُولُونَ إِنَّهُ مُسْلِمٌ بِهَذَا السَّبَبِ.
فَفِي بَعْضِ الْأَيَّامِ كَانَ جَالِسًا فِي مَنْظَرَةٍ لَهُ تُشْرِفُ عَلَى الْبَحْرِ، وَإِذْ قَدْ أَقْبَلَ مَرْكِبٌ لَطِيفٌ، وَأَخْبَرَهُ مَنْ فِيهِ أَنَّ عَسْكَرَهُ دَخَلُوا بِلَادَ الْإِسْلَامِ، وَغَنِمُوا وَقَتَلُوا وَظَفِرُوا ; وَكَانَ الْمُسْلِمُ إِلَى جَانِبِهِ وَقَدْ أَغْفَى، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: لَا! قَالَ: إِنَّهُمْ يُخْبِرُونَ بِكَذَا وَكَذَا. أَيْنَ كَانَ مُحَمَّدٌ عَنْ تِلْكَ الْبِلَادِ وَأَهْلِهَا؟ فَقَالَ لَهُ: كَانَ قَدْ غُلِبَ عَنْهُمْ، وَشَهِدَ فَتْحَ الرُّهَا، وَقَدْ فَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ الْآنَ ; فَضَحِكَ مِنْهُ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْفِرِنْجِ، فَقَالَ الْمَلِكُ: لَا تَضْحِكُوا، فَوَاللَّهِ مَا يَقُولُ إِلَّا الْحَقَّ ; فَبَعْدَ أَيَّامٍ وَصَلَتِ الْأَخْبَارُ مِنْ فِرِنْجِ الشَّامِ بِفَتْحِهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكامل في التاريخ (9/ 132)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق