الأحد، 15 أبريل 2018

ما رأيت نعيما عند أحد إلا زاد إيماني


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ما رأيت نعيما عند أحد إلا زاد إيماني
في مجالسنا ، نخوض ومن معنا في عملية إحصائية لما يملكه الآخرون
لا بل نعطي أرقاماً لما يملك فلان
ترى لو أن أحدنا كان المحاسب الخاص لذلك الرجل فهل بمقدوره إلا إعطاءنا أرقاما تقريبة عن أمواله
مرة ومنذ زمن ليس بالقريب في بداية الثمانيات ، كنت وزميلان لي متجهين إلى مكان ما في محافظة ادلب ، وعلى الطريق ، لفت نظري ونظر من هو بجانبي - وهو الأستاذ فِراس علون حفظه الله - بناء فيه من الروعة الكثير فقلت أنا وهو سويا ليك على هلروعة عجب بصير عنا متلو - يا رب ارزقنا مثله أو أقل منه
وينطلق صوت زميلنا الآخر : الله لا يقدر
ومباشرة قلنا ليش يا أخي ليش
فأجاب صاحبه من الجمارك
تراجعنا وقلنا : الله يرزقنا الخير ومن الحلال
هي حسرة وفي الحسرة قدر من الحسد أبعده الله عنّا جميعا
في كل الأحوال ما نراه من نعيم في حياتنا ، أو نتصوره نعيماً أمر من صنع البشر للبشر
فما بالنا بما أعده الله لنا من خير وبظهر الغيب في الدنيا ، ثم ما رأيناه هو مأعدَّه البشر للبشر، فكيف بما أعدَّه ربُّ البشر للبشر؟
هو اليقين برب كريم
يقول الشيخ متولي شعراوي رحمه الله ،ونتذكر قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الجنة َ: «فيها ما لا عَيْن رأت، ولا أذن سمعتْ، ولا خطر على قلب بشر»
فمن رأى نعيماً عند أحد فلا يحقد عليه، بل ليزْدَدْ به يقيناً في الله تعالى، وأن ما عنده أعظم من هذا. أَلاَ ترى أن الحق - تبارك وتعالى - حينما يخبرنا عن الجنة يقول: {مَّثَلُ الجنة التي وُعِدَ المتقون ... } [محمد: 15]
يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «فيها ما لا عَيْن رأت، ولا أذن سمعتْ، ولا خطر على قلب بشر» فكل ما جاء في وصف الجنة ليس وصفاً لها إنما مجرد مثَل لها، ومع ذلك لما أعطانا المثل للجنة صَفّى المثل من شوائبه، فقال: {فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ
فإنْ أردنا الخير الذي عند غيرنا ؛ علينا أن نحب النعمة التي عنده ؛ لتسعى النعمة إلينا؛ دون أن نتكلف عبء إدارة هذه النعمة أو صيانتها؛ لأنها ستأتي إلينا بقدرة الحق سبحانه.
أما مَنْ ينظر نظرةَ حِقْد إلى النعمة التي عند غيره ؛ فهو يحرم نفسه من صَبابة النعمة عند الغير؛ لأن النعمة لها صَبابة عند صاحبها، وتتعلق به، وإن فرحتَ بالنعمة عند إنسان؛ فثِقْ أن النعمة ستطرق بابك، وإن كرهتها عند غيرك؛ كرهتْ النعمة أن تأتي إليك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير الشعراوي (11/ 7008)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق