الاثنين، 17 يوليو 2017

أحمد سمير الجندي محام من بلدي

أحمد سمير الجندي
محام من بلدي
أنموذج لكل من امتهن المحاماة
يسعى معك للحق ويقف في جهك لباطل
رجل علمني كيف يحب المرء أهل بلده
وكيف يبني نفسه بنفسه
منذ أكثر من أربعة عقود كنت أستعد للذهاب إلى دمشق لأكون أحد طلاب جامعتها
أوصاني والدي يرحمه الله جملة وصايا ، من جملتها ، يا ولدي هناك أخ لي في دمشق اسمه أحمد سمير الجندي الجأ إليه فيما تعثر عليك من أمر ولن يخذلك
كانت العقبة الأولى الحصول على سكن في المدينة الجامعية ، ذهبت إليه وكان مكتبه في الحجاز ومن ثم نقل مكتبه إلى جوار القصر العدلي ، كان لقاء ود أحسست أني أمام أبي
سألني عن ظروفي الأولى في دمشق وإن كنت بحاجة لمساعدة ما ، قلت السكن
ابتسم وقال محلولة ولكن اذكر لي إن هناك آخرون من المعرة قد تقدموا لطلب السكن الجامعي
ذكرت بعض من أعرف ، وقبل الجميع
وفي دمشق كنت أتردد إليه ووالله ما قابلته مرة إلا وأشعرني بأنها الأولى في استقباله لي
تكرار زيارتي له ، وحتى في بيته جعلني أتعلم منه الكثير
شأن المحامين لا أقول كلهم بل جلهم كسب وكالة جديدة ، إلا أن الأستاذ كان عجبيا في مهنته
لا يقبل وكالة دون دراسة وتفحص فإن وجد أن أصحاب الدعوى على حق قبلها ، أما إن تبين أنهم على باطل رفضها دون أن يأبه للإغراءات المادية المقدمة
أكثر من مرة وحتى بعد قبوله دعوى معينة ، يتصل بأصحابها ليخبرهم بأنه لن يتابع الدعوى فهم على غير حق ، ويكتفي مما دفع له بما صرف على اضبارة الدعوة ومن ثم يعيد الباقي
كثر في دمشق من اكتشف به هذه الصفة ، وكثر من حاول الاستفادة من ذلك دون فائدة
في أحد المواقف التي عايشتها معه وكنت أزوره مساء ، إناس يرجونه ، لقد تأكدت يا أستاذ من أننا أصحاب حق من خلال رفضك لوكالة عرضها عليك خصومنا فكن لنا عونا لتحصيل حق علمته لنا
خذ ما تشاء من مال ، لن نبخل عليك
فكان رحمه الله يجيب ، لقد كنت مؤتمناً على أسرار خصومكم فكيف بي أن أستخدم الأمانة ضد أصحابها
جئته مرة وبرأسي – باي – على مبدأ أهل المعرة
يا أبا إياد هذا زياد أخي وصديقي ، صاحب البيت الذي يستأجره أراد إخراجه وأنت تعلم أزمة البيوت في دمشق ، ويريد منك أن تكون محاميا له عسى أن يستمر في سكنه
أجابني بابتسامة عتب
هكذا عرفتني يا هشام
أقف مع الباطل ضد الحق 
سأل زياد هل اشترط على صاحب البيت أن يستأجره إلى ما لا نهاية
وهل هناك بيت يؤجر هكذا
قال زياد لا
قال إذن عليك أن تسلم البيت لصاحبه لا وأن تشكره لقضاء حاجتك سنين
وثق بأن الله لا بد من أن يسهل لك بيتا آخر
زياد طيب يا أستاذ أرشدني إلى ثغرات قانونية أطيل بها أمد الدعوى دون أن تكون وكيلا لدعوتي
ابتسم وقال ولماذا ؟ الأفضل أن أقبض منك وأكون المحامي عنك ، فارشادي لك لا يقل إثما عن وكالة الدعوى
تدخلت وحاولت جاهدا معه الوقوف مع زياد دون فائدة
لا ولأول مرة يخاطبني عن أذنكم مضطر لإغلاق المكتب فلدي ما أقوم به
بعد أيام عدت معتذرا مقراً بذنبي
أجابني مهنتك في المستقبل التعليم ، والتعليم والقضاء من أساس نهضة الأمم
لو أراد هذا الرجل منصبا لوصل فعلاقاته والمواقع التي قدر له أن يعمل بها أو التي ما رسها في حياته تؤهله لذلك
لكنه أحب المحاماة وأراد من خلالها أن يكون رائد للحق
ولد عام 1358 هـ 1939م  ووكانت وفاته سنة 1422 هـ  2001 م


هناك تعليقان (2):

  1. نعم هكذا كان الاستاذ احمد سمير نعم الصديق والأب والانسان والرجل الشريف الواقف مع الحق في وجه الباطل رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته وشكرا لك على شهادتك فيه جزاك الله خير الجزاء

    ردحذف
  2. رحمه الله و جعل مثواه الجنة رجل حق لا يعرف النفاق ولا المخاتلة أن شاء الله

    ردحذف