الاثنين، 17 يوليو 2017

ومن عيوب هذا الزمان أن الكل يريد أن يتكلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن عيوب هذا الزمان أن الكل يريد أن يتكلم
والصمت غدا ذنبا مقترفا ، يذل صاحبه
في مجالسنا يقف أحدهم للحديث ، فيمل السامع حديثه لبدئه ، إما لغرابة الكلمة أو لبعده عن اهتمام الجلساء
ويستمر دون أن يقرأ في وجه من يستمع الملل
يعيش الظن أن ما يعرضه غاية في البلاغة من حيث الكلمة ومن حيث الموضوع
يهمس له البعض في عينيه أن أقصر
وربما بلغه صوت آخر أن كفاية
وفي النهاية
تستغرب منه القول : بس واحد يقول أطل فما شبعنا ، معقول ما في واحد يقلي أطل
ويتهامس الناس ولسان حالهم يقول : لو مو عيب قمنا وتركناه يحدث الجدران
في برنامج التلفاز وانتقاماً من المتحدث نسكت الصوت ونترك الصورة لا حبا ولكن شكل من العقوبة لمن يتحدث
كان عمرو بن عبيد وهو من البلاغة بمكان رفيع ، لا يكاد يتكلم ، فإذا تكلم لم يكد يطيل. وكان يقول: لا خير في المتكلم إذا كان كلامه لمن شهده دون نفسه. وإذا طال الكلام عرضت للمتكلم أسباب التكلف، ولا خير في شيء يأتيك به التكلف.
البيان والتبيين (1/ 113)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق