الاثنين، 17 يوليو 2017

سبقنا أشعب يرحمه الله ونلوم فيه طمعه

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سبقنا أشعب يرحمه الله ونلوم فيه طمعه
وصل الأمر بالبعض حداً يخشى من أن يُلقى السلام عليه خوفا من أن يكون له حاجة يرجو قضاءها
كان باب المنزل علامة لدخوله فأضحى وسيلة للحجب والعزلة
حتى مطرقة الباب غابت وحلت محلها العين الساحرة
تحول الباب إلى وسيلة لقطع الصلة بمن هو خارجه
لا عمبلطع ولا عمفوت – مقولة شاعت – وكأن العزلة تدفع البلاء
لقد عشنا أياماً كانت حجر البيت لا تمل زوارها
ونعيش اليوم وغرفة المسافرين أو الضيوف حزينة تعاني من كثافة الغبار عليها
نعم لو مد في عمر أشعب حتى زماننا لتعجب من خبث وجشع الطامعين ووسائلهم
ولم عرف عن أشعب أنه أكل حرام قط
وفي زماننا تحول الكرم عن معناه ليسمى الكريم حصرا على بيته لا يتجاوزه
لو أمكنه خنق رائحة الطعام حتى لا تصل لسواه
كان أشعب يختلف إلى جارية في المدينة، ويظهر لها التعاشق، إلى ان سألته سلفة نصف درهم، فانقطع عنها، وكان إذا لقيها في طريق سلك طريقا أخرى، فصنعت له نشوقا وأقبلت به إليه، فقال لها: ما هذا؟ قالت: نشوق عملته لك لهذا الفزع الذي بك! فقال: اشربيه انت للطمع الذي بك ؛ فلو انقطع طمعك انقطع فزعي! وأنشأ يقول:
أخلفي ما شـــــئت وعدي ... وامنحيني كلّ صــــــــــدّ
قد ســـــــــــلا بعدك قلبي ... فاعشــقي من شئت بعدي
إنّي آليت لا أعـــــــــــــــ ... ــشق من يعشق نقد نقدي!
ورحم الله القائل
أتيت أبــــا عمرو أرجي نواله ... فزاد أبو عمرو عــــــــــــلى حزني حزنا
فكنت كباغي القرن أسلم أذنه ... فآب بلا أذن ولم يســـــــــــــــــــــتفذ قرنا
ـــــــــــــــــــــــ
العقد الفريد (7/ 237)
المحاسن والأضداد – الجاحظ (ص: 103)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق