الاثنين، 17 يوليو 2017

ومن أشد أنواع الإيلام أن ينكرنا أولادنا

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن أشد أنواع الإيلام أن ينكرنا أولادنا ، ولا أقول أن يتجاهلونا فالتجاهل ربما كان أخف رتبة من الإنكار ، والأشد أن نكون نحن السبب في ذلك
راقبت والدي يوما وهو ينصت لأحد جوارنا في السوق يشكو له التعب من أولاده وكانوا في سن دون البلوغ ، ولربما كان رفع صوته كاف لضبط الأمور ، إلا أنه أحب أن ينقادوا إليه بالود لا بالعنف
وبعد مدة يعود الجار ليقول لوالدي يا أبا هشام : سألت وسألت كثيراً من العلماء حتى في حلب ، وكان الجواب لعلك تعصي الله
وهو رجل يعد من خيرة أهل المعرة تلاوة للقرآن لا حفظاً
إمام مسجد لسنين
والأغرب أنه في سوق المعرة بائع معروف بالتقى
وتمر السنين ويعود مبتسما ، يعود مرة أخرى ليخبر والدي بأن الأمر قد حل وأن كامل أسرته ينصاع حتى لموقع نظره ، ولا زلت أذكر قوله : ما بعرف سبب محدد ، ولكني أصلحت علاقتي مع الله
ترى أمعقول أن تودي معصية الخالق إلى كارثة أسرية ، ومن ذنب بحجم صيدة سمكة
من السهل القول بنعم
قال الله تعالى : فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)
سورة الأعراف
بني إسرائيل
عندما نهوا عن صيدا السمك يوم السبت فتحايلوا بأن أمسكوها يوم السبت وأكلوها في غيره مسخوا قردة وكان من مسخ يقترب ممن يعرف من ولد وصديق يتودد له وهو ينكره
ولا يقل لي أحد أنهم اليهود ، فأقول لقد أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المسخ سيطال هذه الأمة أجارنا الله وإياكم من عذابه وانتقامه
ـــــــــــــــــــ
-       تفسير ابن كثير (3/ 494)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق