الاثنين، 17 يوليو 2017

ابن خلدون رحمه الله لا حظ أثر البيئة على الإنسان

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كان الملح في المعرة ينقل إليها وإلى سواها في مدن سوريا ،من مدينة اللاذقية ، وكان وزن كيس القنب منه بين المائة وعشرون والمائة وثلاثون كيلو غرام ، وهو خشن حباته كحبات المرو الصغيرة ، وبرؤوس إبرية تسبب الألم عند الحمل ابتاع والدي لمحلنا سيارة ، كان الوقت أربعينية الشتاء وصلت السيارة قرابة منتصف الليل وأصر قائد السيارة على إفراغها
حاول والدي إيجاد من يفرغها ممن امتهن ذلك ، فلم يجد لشدة البرد ، طلب مني أن أذهب لاحضار أولاد عمتي ، ففعلت وكنت لا أتجاوز الثامنة
ساعداه في تهيئة الكيس في السيارة وكان رحمه الله من يحمله حتى أكمل ذلك ، وكانت ستة عشر طنا
لا تستغربوا لقد كان جل أهلنا في المعرة وريفها ، على هذه الصفة ، ولربما كل الناس ، الصبر مع قوة البنية ، وحتى النساء نافسن الرجال في القوة وشدة التحمل ، كان الناس لطفاء في حياتهم الخاصة أقوياء عند الحاجة ، لدرجة تثير الغرابة
الأمر يتعدى البنية العامة فحتى السمع والصبر كانا غاية في الاستغراب ، كنت تسمع من يقول – هاي سيارة فلان – تصغي فلا تسمع شيئا وبعد لحظات تسمع الصوت وتظهر السيارة
كان الناس يشيرون بأبصارهم لجوارهم ولمسافات كبيرة – ليكو إجا أبو فلان – وتمد بصرك فلا ترى شيئا ، الضجيج ، وكثرة الحواجز التي تعيق امتداد البصر ، أضعفت مهارة السمع والبصر
ابن خلدون رحمه الله لا حظ أثر البيئة على الإنسان ، يقول : وكذا المتغذون بألبان الإبل و لحومها أيضاً مع ما يؤثر في أخلاقهم من الصبر و الاحتمال و القدرة على حمل الأثقال الموجودة ، للإبل و تنشأ أمعاؤهم أيضاً على نسبة أمعاء الإبل في الصحة و الغلظ فلا يطرقها الوهن و لا ينالها من مدار الأغذية ما ينال غيرهم . ومن ثم انتقل الناس لأكل لحوم البقر
كان والدي من جيل أكل لحوم الغنم ، ونحن جيل يأكل لحم الدجاج غير البلدي
ولربما أثر اللحم في أخلاق الناس
ترى ألم يؤثر الخنزير في أخلاق من اهتم بتربيته وأكل لحمه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق