صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
كان الملح في المعرة
ينقل إليها وإلى سواها في مدن سوريا ،من مدينة اللاذقية ، وكان وزن كيس القنب منه
بين المائة وعشرون والمائة وثلاثون كيلو غرام ، وهو خشن حباته كحبات المرو الصغيرة
، وبرؤوس إبرية تسبب الألم عند الحمل ابتاع والدي لمحلنا سيارة ، كان الوقت
أربعينية الشتاء وصلت السيارة قرابة منتصف الليل وأصر قائد السيارة على إفراغها
حاول والدي إيجاد من
يفرغها ممن امتهن ذلك ، فلم يجد لشدة البرد ، طلب مني أن أذهب لاحضار أولاد عمتي ،
ففعلت وكنت لا أتجاوز الثامنة
ساعداه في تهيئة الكيس
في السيارة وكان رحمه الله من يحمله حتى أكمل ذلك ، وكانت ستة عشر طنا
لا تستغربوا لقد كان
جل أهلنا في المعرة وريفها ، على هذه الصفة ، ولربما كل الناس ، الصبر مع قوة
البنية ، وحتى النساء نافسن الرجال في القوة وشدة التحمل ، كان الناس لطفاء في
حياتهم الخاصة أقوياء عند الحاجة ، لدرجة تثير الغرابة
الأمر يتعدى البنية
العامة فحتى السمع والصبر كانا غاية في الاستغراب ، كنت تسمع من يقول – هاي سيارة
فلان – تصغي فلا تسمع شيئا وبعد لحظات تسمع الصوت وتظهر السيارة
كان الناس يشيرون
بأبصارهم لجوارهم ولمسافات كبيرة – ليكو إجا أبو فلان – وتمد بصرك فلا ترى شيئا ،
الضجيج ، وكثرة الحواجز التي تعيق امتداد البصر ، أضعفت مهارة السمع والبصر
ابن خلدون رحمه الله
لا حظ أثر البيئة على الإنسان ، يقول : وكذا المتغذون بألبان الإبل و لحومها أيضاً
مع ما يؤثر في أخلاقهم من الصبر و الاحتمال و القدرة على حمل الأثقال الموجودة ، للإبل
و تنشأ أمعاؤهم أيضاً على نسبة أمعاء الإبل في الصحة و الغلظ فلا يطرقها الوهن و
لا ينالها من مدار الأغذية ما ينال غيرهم . ومن
ثم انتقل الناس لأكل لحوم البقر
كان والدي من جيل أكل لحوم الغنم ، ونحن
جيل يأكل لحم الدجاج غير البلدي
ولربما أثر اللحم في أخلاق الناس
ترى ألم يؤثر الخنزير في أخلاق من اهتم
بتربيته وأكل لحمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق