الثلاثاء، 31 مارس 2020

الغباء داء إن استشرى قتل


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الغباء داء إن استشرى قتل
ومن قصة الأسود العنسي الذي ادعى النبوة ،والنمرود في حواره مع سيدنا إبراهيم نتعلم .
قال الجاحظ : الغباء مقرون بفراغ البال والأمن، ولهذا نجد أن البهائم تصح في الأيام اليسيرة .
ولكل كائن في هذه الدنيا قدراً من الذكاء يستعين به على متابعة حياته ولكل حيوان مما خلق الله قدر من الذكاء قل ذلك او كثر . وتبقى المشكلة عند أصحاب العقول وهم البشر فهناك الذكي وهناك الغبي إلا أن العجب في أن يتغابى المرء عن عمد أو أن يكون غبي حقيقة . فالحمار وهو مضرب المثل في الغباء امكن للإنسان ان يلج به باب التعليم والتدريب له حتى أن الأسود العنسيّ الكذاب المتنبي باليمن كان من غبائه استدلاله على نبوته بحمار كان له .وقد روضه وعلمه فإن قال له اسجد فيسجد ويقول له اجث فيجثو حتى عرف ذا الحمار
النمرود طَلَبَ مِن سَيّدنا إِبْرَاهِيمَ دَلِيلًا عَلَى وُجُودِ الرَّبِّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} أَيِ: الدَّلِيلُ عَلَى وُجُودِهِ حُدُوثُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُشَاهَدَةِ بَعْدَ عَدَمِهَا، وَعَدَمُهَا بَعْدَ وُجُودِهَا. فَعِنْدَ ذَلِكَ . استغبى النمرود فقال : {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} فأتى بِرَّجُلَيْنِ قَدِ اسْتَحَقَّا الْقَتْلَ فَآمُرُ بِقَتْلِ أَحَدِهِمَا فَقْتَلُ، وْعَفْى عَنِ الْآخَرِ . فَذَلِكَ مَعْنَى الْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ بالنسبة له . وَلِهَذَا قَالَ لَهُ سَيّدُنا إِبْرَاهِيمُ لَمَّا ادَّعَى هَذِهِ الْمُكَابَرَةَ: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} أَيْ: إِذَا كُنْتَ كَمَا تَدَّعِي مِنْ أَنَّكَ [أَنْتَ الَّذِي] تُحْيِي وَتُمِيتُ فَالَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ هُوَ الَّذِي يَتَصَرَّفُ فِي الْوُجُودِ فِي خَلْقِ ذَوَاتِهِ وَتَسْخِيرِ كَوَاكِبِهِ وَحَرَكَاتِهِ فَهَذِهِ الشَّمْسُ تَبْدُو كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الْمَشْرِقِ، فَإِنْ كُنْتَ إِلَهًا كَمَا ادَّعَيْتَ تُحْيِي وَتُمِيتُ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ. فَبُهِتَ أَيْ: خْرِسَ ، وهو دليل غبائه ولو أوتي من الذكاء ما يكفي للمحاجة ، لكان من الواجب أن يقول لسيدنا إبراهيم أنا من جعل الشمس تأتي من المشرق فاطلب من ربك أن يأتي بها من المغرب ؟!!!
واليوم واضح للعيان أن أعداءنا يمكرون بنا ونتغابى فنصدق أنهم يريدون الخير لنا
المصالح الشديدة الخصوصية الذاتية – المال ، السيادة ، حب التسلط على الخلق - هي مطلب الذين أساؤوا للوطن وأهله
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــ
البخلاء للجاحظ (ص: 21)
التنبيه والإشراف – المسعودي(1/ 240)
تفسير ابن كثير (1/ 686)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق