صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
لكل
زمان شيء يظهر فيه ويغلب
من
صلب الأحداث صفات نطلقها على الزمن بعضها قد تجد لبوسا يناسب الحال ، والأخرى
حالات تمر وتمضي ولربما نسيت وأخرى تستقر في مخزون الذاكرة .
كثر
من يصف هذا البلاء وهو من حوادث الزمان فيقول : عجب مر هيك . فيجب آخر والله ما
بتصور . عن نفسي ومن اهتم بقراءة التاريخ أمثالي يجد فيما حل بأرضنا من مصاب شمل
الأهل والوطن أمر إن قورن بما مر هان . إلا أن الصعوبة تأتي من أننا قرأنا عن بلاء
حل ورحل ، واليوم نعايش نحن البلاء . وفرق كبير بين من يسمع ومن يري ، وبين من
يسمع ويرى في آن واحد
نسمع
عن مدن وقد يتيسر لنا رؤيتها لنرى أثر لمسات العلم والمدنية فيها من ناطحات سحاب
وتنظيم طرق وخدمات تبهر السمع والبصر وهنا يسهل التصور بان البشر قد صنعوا في
الماضي ما يفوق ما نراه . قال الله تعالى : إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ ﴿٧﴾ ٱلَّتِى
لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَـٰدِ ﴿٨﴾ سورة الفجر .
العقلاء
منا قادرون على أن يلبسوا لكل زمان لبوسه مع المحافظة على ثوابت العقيدة والشرع
الحنيف . والضعفاء تهلكم تقلباته وترهقهم . ورحم الله أبو محمّد ال حريري حيث قال
:
لبست
لكل زمان لبوسا ... ولابست صرفيه نعمى وبوسا
وعاشرت
الرواة أدير الكلام ... وبين السقاة أدير الكؤوسا
وطورا
بوعظي أسيل الدموع ... وطورا بلهوي أسر النفوسا
وأقري
المسامع أما نطقت ... بيانا يقود الحرون الشموسا
اغراق
التفكير فيما مر عائق في إصلاحه أو قل الخلاص من تبعاته
دع
يوم أمس وخذ في شأن يوم غد ... واعدد لنفسك فيه أفضل العدد
واقنع
بما قسم الله الكريم ولا ... تبسط يدك لنيل الرزق من أحد
والبس
لكل زمان بردة حضرت ... حتى تحاك لك الأخرى من البرد
ودر
مع الدهر وانظر في عواقبه ... حذار أن تبتلى عيناك بالرمد
لا
تأمل الخير من ذي نعمة حدثت ... فهو الحريص على أثوابه الجدد
ترى
هل أفدنا من هذا البلاء فمن نعم البلاء علينا أن كشف الغطاء عن أضمر العداء لوطنه
وأهله
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــ
شرح
ديوان الحماسة - الأصفهاني(ص: 1027)
زهر
الأكم في الأمثال والحكم (3/ 194)
نفح
الأزهار في منتخبات الأشعار (ص: 62)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق