الأربعاء، 4 مارس 2020

يبلينا ربنا ليحمينا والبلاء دليل على أننا أحياء نعيش في ظل نعم الله


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
يبلينا ربنا ليحمينا
والبلاء دليل على أننا أحياء نعيش في ظل نعم الله
وقد يكون البلاء ليحيمك الله من أمر سيقع ، لأن كل ذي نعمة محسود، وحتى لا تتم النعمة عليك؛ لأن تمام النعمة على الإنسان يؤذن بزوالها، وما أكثر متغيرات الحياة ونحن نعيش في لجاج متغيراتها فإن تمت لك نعمة فقد تتغير النعمة بالنقصان.
مقولات كثيرة نستخدمها على مدلولها تفيد على معناها في المعرة وهي في كل أحوالها نتاج شكل من أشكال البلاء : ربي يخليك : ومدلولها يبعدك والبعد بلاء . وإنشا الله ما بتشوف مكروه : ومدلولها دعاء بالموت لأن الحي لابد أن يصيبه مكروه . وإنشا الله خاتمة الأحزان : ومدلولها دعاء بالموت : لأن الحي لابد أن يحزن على فقد من أحب .
ونحن في مواجهة البلاء لا بد لنا من التفكير في الأسباب الضارة وتجنبها وذلك نتاج العقل الكامل، كذلك فالتفكير في الأشياء التي ليس لها سبب مصدره الإيمان، والإيمان يطلب منك أن ترد كل شيء إلى حكمة الحكيم. فحاجتنا إلى العقل دافع إلى أن لا نستر  الحق ونطمسه بالباطل ، فالعقل هو يدير حركة الحياة. كذلك فالكثيرون وبحرصهم على الخروج من بلاء هم يوقعون أنفسهم في بلاء ليس للتخلص منه سبيل . ومن نعم البلاء اختبار الناس عند وقوعه ، والأهل والولد عند الفاقة، كذلك يختبر الإخوان عند النوائب.
قيل لأعرابي: ما أحسن الثناء عليك! فقال: بلاء الله عندي أحسن من وصف المادحين وإن أحسنوا، وذنوبي إلى الله أكثر من عيب الذامّين وإن أكثروا، فيا أسفا على ما فرّطت ويا سوءتا ممّا قدّمت.
وجميل قول الافوه الاودي:
انما نعمة قوم متعة ... وحياة المرء ثوب مستعار
وقال :
لا يصلح القوم فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرّأي ما صلحت ... فإن تولّت فبالأشرار تنقاد
يا رب نسأل رفع البلاء وبالفرج ظللنا بالخير
أهلك يا ربي من ظلمنا وكان سبباً في بلائنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدب الصغير – ابن المقفع(ص: 55)
عيون الأخبار - الدينوري(1/ 390)
تفسير الشعراوي (7/ 4118)
الشعر والشعراء - الدينوري(1/ 217)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق