الأربعاء، 4 مارس 2020

أبو الفهم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أبو الفهم
سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه
يدعي الفهم وقد أغرقه الغباء
علمه استوعب كل شيء إلا أن غباءه قد غاب عن علمه
وقال بعض الحكماء في ذم رجلا من هؤلاء  : «يحزم قبل أن يعلم، ويغضب قبل أن يفهم» وقالوا :«يردّ قبل أن يسمع، ويغضب قبل أن يفهم»
فعن الطائرة يحدثك وكأنه صانعها
في الطب فغوغل شيخه فعنده لكل داء دواء
في التاريخ يحدثك عما كان ولم ويكن . فالحجاج بن يوسف جالس الإمام الشافعي رحمه الله وسأله وحدثه . علما بأن الشافعي ولد بعد وفاة الحجاج بعقود.
في الدين نافس الإمام الأعظم أبا حنيفة رحمه الله وهو في الحقيقة أكذب من مسيلمة
مر رجل بابن المبارك، وكان يدعي النحو، فوقف عليه وهو راكب دابته يحدثه، فقال له ابن المبارك: أما بلغك الحديث: "لا تتخذوا ظهور داوابكم مجالس" فقال له: مجالساً يا أبا عبد الرحمن فضحك ابن المبارك وقال له: إن مجالس لا ينصرف لأنه على وزن مفاعل، وأنت لم تبلغ هناك بعد فخجل الرجل وانصرف، فكان إذا مر في السوق صاحوا به: لم تبلغ هذا هناك بعد يا أبا فلان فكان قلما يفاجئ الناس ويلاقيهم.
ورحم الله أبو تمام حيث قال :
ليس الغبي بسيدٍ في قومه ... لكن سيد قومه المتغابي
لقد ضاع هؤلاء وضيعوا البلاد والعباد . وما أجمل قول بشار بن برد رحمه الله
غَبِىُّ العَينِ عَن طلَبِ المَعَانِي ... وَفِي السّوءَاتِ شَيطَانٌ مَرِيدُ
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــ
الهفوات النادرة – أبو الحسن الصابيء(ص: 89)
البيان والتبيين (2/ 29)
الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري – الآمدي (1/ 105)
الدر الفريد وبيت القصيد - المستعصمي(7/ 287)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق