السبت، 28 مارس 2020

كله لله نفعلها لوجه الله ، ونفتي لأنفسنا بأخذ الأجر


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كله لله
نفعلها لوجه الله ، ونفتي لأنفسنا بأخذ الأجر
ومن سير الأولين نتعلم  
يتهم البعض ، البعض الآخر بالسوء اتهاما بحجة اذكروا الفاسق بما فيه ويفعل ذلك لوجه الله
ننصاع لأعوان إبليس بحجة إن فزنا نطبق شرع الله ، فالنية لله والقصد الكاذب لوجه الله
حتى أن السب والشتم الذي يشمل كل شيء جعلنا مبرراته جواز اللعن ولوجه الله
روي أن أبا جَعْفَر الحداد أستاذ الجنيد. قَالَ: كنت بمكة فطال شعري وَلَمْ يكن معي قطعة من الحديد آخذ بِهَا شعري فتقدمت إِلَى مزين توسمت فِيهِ الخير وقلت: تأخذ شعري لِلَّهِ تَعَالَى؟ . فَقَالَ: نعم وكرامة. وَكَانَ بَيْنَ يديه رجل من أبناء الدنيا فصرفه وأجلسني وحلق شعري ثُمَّ دفع إلي قرطاسا فِيهِ دراهم.وَقَالَ: استعن بِهَا عَلَى بَعْض حوائجك، فأخذتها واعتقدت أَن أدفع إِلَيْهِ أول شَيْء يفتح عَلِي بِهِ. قَالَ: فدخلت الْمَسْجِد فاستقبلني بَعْض إخواني. وَقَالَ لي: جاء بَعْض إخوانك بِصُرة من البصرة من بَعْض إخوانك فِيهَا ثلاث مائة دِينَار. قَالَ: فأخذت الصرة وحملتها إِلَى المزين وقلت: هذه ثلاث مائة دِينَار وتصرفها فِي بَعْض أمورك. لي: ألا تستحي يا شيخ؟ تقول لي: احلق شعري لِلَّهِ ثُمَّ آخذ عَلَيْهِ شَيْئًا، انصرف عافاك اللَّه.
وذكروا أنه كان في أقصى بلاد الصين شجرة تعبد من دون الله تعالى وقد ضل بها كثير من الناس وكان قد دخلها شيطان يخاطبه الناس من وسطها وكانت في غاية الخضرة والنضارة، فقدم تلك البلاد رجل صالح مسلم فلما رأى الناس وما هم فيه من عبادة الشجرة أخذته غيرة الإسلام فحمل فاساً وتوجه أصبح رأى تحت وسادته خمسة دنانير .واستمر على ذلك عدة أيام ثم إنه فقد ذلك ولم يجد شيئاً فأخذ الفأس وتوجه إلى الشجرة فلما دنا منها ناداه الشيطان وقال: لم جئت؟ قال: لأقطعك لأنك تعبدين من دون الله قال: ارجع فوالله إن دنوت مني لأقطعن عنقك بفأسك التي معك، أنت تظن أني لا أضر ولا أنفع فقد رأيت مني المنفعة حيث وجدت الذهب تحت الفرش ورأيت مني المضرة حين منعتك إياه وحرمتك منه وأذهبت حب الله معبودك من قلبك بحب الدنيا الفانية وأتلفتك بضياع سرك فإنك لما جئتني أول مرة كنت خالصاً لوجه الله فخشيتك وخفتك وهبتك ولو دمت على حالك الأول ما استطاع أحد ردك، وأما الآن فقد داخلك الهوى وشهوة النفس والأعراض الفاسدة فلا تقدر على نفوذ ما عزمت عليه أصلاً.
قال الله تعالى : وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــ
الرسالة القشيرية (2/ 532)
مرزبان نامه بن شهريار (المتوفى: ق 4 هـ)  (ص: 94)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق